رأي: أفيقوا لحقيقة تغير المناخ

نشر
6 دقائق قراءة
Credit: YOSHIKAZU TSUNO/AFP/Getty Images

مقال بقلم بيل ريتشاردسون، حاكم نيومكسيكو السابق، والمندوب الأمريكي السابق للولايات المتحدة بالأمم المتحدة، وحاليا عضو مجلس إدارة "معهد الموارد الدولية" وهي منظمة أبحاث دولية معنية بشؤون البيئة. المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعكس بالضرورة رأي CNN.

محتوى إعلاني

 

محتوى إعلاني

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- "ما من تهديد أكبر على مياهنا ورفاهنا ونمط حياتنا أكثر من ارتفاع درجة حرارة الأرض" .. هذه هي كلماتي منذ 2006 لدى توقيع الأمر التنفيذي للتغيرات المناخية في نيومكسيكو عندما كنت حاكما لها، وبعد عقد تقريبا، تظل الحقيقة كما هي، لكن أمامنا الآن المزيد من المعلومات بشأن تغير المناخ حول المخاطر والحلول."

التقرير الذي نشر مؤخرا عن "اللجنة الحكومة الدولية المعنية بتغير المناخ"، مجموعة تضم أكثر من 800 من العلماء البارزين، أعادت تأكيد بأن التأثير المناخي حدث بالفعل وهو تأثير دراماتيكي على المجتمع، نجم عن اعتمادنا على الوقود الأحفوري ويتوقع أن يتجه للأسوأ ما لم نغير اتجاهنا، الذي لا يحتاج سوى إلى إعادة النظر في كيفية استخدام الطاقة ببلادنا.

وإليكم ما نعلمه في هذا الصدد:

استقرار علوم المناخ...  تقرير اللجنة هو الإضافة الأخيرة لسلسلة أبحاث علمية ربطت بين اختيارنا للطاقة والإرباك المكلف للمناخ،  وهو يتسق مع عدد من الهيئات الأخرى كالأكاديمية الوطنية للعلوم، وبرنامج أبحاث تغيرات المناخ الأمريكي، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية "نوا"، لكن بلغة أقوى ويقين أكبر حيال تغير المناخ وتداعياته، وتماما كما نعرف بأن التدخين يسبب السرطان، نفهم جميعنا بأن أنشطة البشر تتسبب في تغير المناخ.

تغيير المناخ يحدث الآن ونشعر جميعنا تأثيره، في مطلع هذا الشهر أعادت " الجمعية الأمريكية للعوم المتقدمة" تذكيرنا بأنه "هنا ويحدث الآن" ونشهد بأنفسنا التأثيرات الجارية: الشتاء الماضي ، كان ثامن أدفاء شتا على الإطلاق، وطيلة 348 شهرا متتالية، أي 29 عاما، تجاوزت درجة الحرارة العالمية المتوسط.

ووجد تقرير "اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيير المناخ" أن تغير المناخ "يتسع وله تبعات" يشعر به الجميع في كل قارة والمحيطات، العالم شهد العام الماضي 41 كارثة متصلة بالطقس تسببت بخسائر فاقت تكلفتها مليار دولار، وخلال العقد الماضي، تضاعفت حجم حرائق الاحراش غربي الولايات المتحدة، بنحو سبع مرات، من المرجح للغاية ، وبسبب تغير الطقس، أن نشهد المزيد من فترات الجفاف والقحط كتلك التي شهدتها تكساس مؤخرا ومسقط رأسي نيومكسيكو.

دون تحرك، فمع تزايد تأثير التغييرات المناخية،  الوضع سيتفاقم وتزداد بالتالي انعكاساته السلبية على اقتصادنا والمجتمعات، ، فارتفاع درجة الحرارة بواقع 1.8 درجة فهرنهايت، يعني تراجعا في معدل إنتاج المحاصيل كالقمح والأرز والذرة وارتفاع أسعار الغذاء نتيجة ذلك، ما لم نكبح الانبعاثات الحرارية، فهناك الكثيرون عرضة خطر الفيضانات المدمرة. كما حدث في منطقة بولدر بكولولاردو.

عموما، الخسائر الاقتصادية الناجمة عن التغييرات المناخية ستوجه لطمة قوية للاقتصاد العالمي، إذا ماذا علينا القيام به للتصدي لهذه التغيرات؟  لحسن الحظ القادة المحليون، وحتى الحكام والعمد يعكفون حاليا على بناء مجتمعات مقاومة لهذه التغييرات، كبناء أسقف خضراء للتخفيف الارتفاع الحاد في درجات الحرارة وإعادة تصميم الأرصفة لتخفيف الفيضانات في المناطق الريفية.

وعلى المستوى الاتحادي، طلبت إدارة الرئيس باراك أوباما تمويلا إضافيا لتعزيز المجتمعات بمعلومات أفضل بشأن التغييرات المناخية، ورغم ذلك نحن بحاجة للقيام بالمزيد، وذلك بخفض الانبعاثات الحرارية لتفادي أسواء العواقب التي قد تنجم عن تغير المناخ وتفادي الإضرار بالاقتصاد بواقع النصف.

بدأنا بالفعل في إحراز تقدم في هذا المجال، الأمريكيون يستعينون الآن بالطاقة النظيفة، ويتهافتون على الطاقة الشمسية، على نحو غير مسبوق، مع تراجع أسعارها بواقع 80 في المائة خلال السنوات الأربعة الماضي، وهناك الكثير من الشركات الكبيرة كـ"آبل" و"غوغل" ووولرمات"، التي تستثمر بشدة في الطاقة المتجددة.

وحتى معايير الانبعاثات الحرارية الجديدة في الطريق للتطبيق، فوكالة الحماية البيئية تتحرك قدما صوب  خفض تلوث الكربون من المصانع التي تعمل بالفحم، وهي أكبر مصدر للانبعاثات الحرارية بأمريكا، وهذه القوانين المهمة فرصة لخفض معدل مساهمة البلاد من الانبعاثات الحرارية في المستقبل القريب، وستساعد الدولة في لعب دور قيادي في الاتفاقية الدولية للمناخ العام المقبل.

العلم يقول بأننا بحاجة للمزيد من الخفض الحاد وعلى نحو أكبر في الانبعاثات الحرارية، خلال العقود المقبلة، فالأدلة هائلة: عدم إتخاذ المزيد من الخطوات يعني كارثة مضمونة، أو بالمقابل، يمكننا إعادة التوازن بين مزيج الطاقة والنهوض لتحديات القرن الحادي والعشرين، دعونا نامل بعد عقد من الآن بأننا سننظر للوراء بثقة على أننا نهضنا بمواجهة كارثة التغيرات المناخية العالمية.

نشر
محتوى إعلاني