كأس العالم بالبرازيل .. حيث البرازيليون هم الخاسر الأكبر
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- فرحت ماريا إلزا دي فاتيما عندمنا علمت بحصولها على فرصة للعمل جزئياً ضمن الخدمات المقدمة لكأس العالم الذي تستضيف البرازيل بدءاً من الخميس.
إذ حصلت فاتيما على بيع الثلج والمرطبات خارج الاستاد الذي ستقام فيه ألعاب كأس العالم في بلدتها ساو باولو، لكن الحظ لم يساند غيرها، إذ يمكن فقط لرعاة كأس العالم والشركاء مع الفيفا بيع منتجاتهم داخل ملاعب الكرة وخارجها.
وتقول فاتيما (59 عاماً) إن: "كأس العالم ليس للبرازيليين"، مضيفة: "بل هو للأجانب ولأصحاب الفيفا"، فمن بين 22 ألف بائع متجول للمرطبات، وفرت الفيفا 600 فرصة لهم للعمل فقط.
لكن فاتيما ليست وحدها بهذا التشاؤم لكأس العالم، إذ أشار مسح رأي أجراه مركز "Pew" للبحوث بأن 61 في المائة ممن أجابوا عن الأسئلة عبروا عن الأثر السلبي لاستضافة كأس العالم على بلدهم.
وتقول مارينا ماتار، عضو اللجنة الشعبية في ساو باولو بكأس العالم، المسؤولة عن المظاهرات المرتبطة بإقامته في المدينة، إن استضافة البرازيل لكأس العالم ستجلب الكثير من المال، لكنها ستتوجه إلى فئة معدودة من السكان، مضيفة بأن "كأس العالم سيجلب منافع للبرازيل إلا أنها سنتحصر لمصلحة النخبة الاقتصادية والسياسية، وليس للعاملين بالشوارع وللشركات الصغيرة أو لمؤسسي المشاريع أو للعمال بشكل عام."
ونشرت الحكومة البرازيلية تقريراً بحجم النفقات التي صرفت من الخزينة العامة للدولة على شكل قروض وتمويل واستدانة لبناء الملاعب الرياضية، إذ بلغ المبلغ 3.5 مليار دولار، إلا أن تدقيقاً جديداً أضاف بأن المبلغ قد ازداد ليصل 4.2 مليار دولار.
وتقدر الحكومة البرازيلية بأن 710 آلاف فرصة عمل مؤقتة ودائمة ستتاح مع استضافة كأس العالم، التي سيبلغ حجم إنفاق المشاهدين وحدهم 13 مليار دولار أمريكي.
وأضافت ماتار بأن "إنشاء الملاعب غير مخصص للأشخاص العاديين لأن سعر التذكرة باهظ ومظم الناس لن يتمكنوا من مشاهدة كرة القدم بعد الآن"، مشيرة إلى "أن شركات الهندسة الكبيرة هي من استفاد من إنشاء الملاعب للحصول على الأموال."
كما أن هنالك أشخاصاً طردوا من منازلهم لإفساح المجال أمام المشاريع المرتبطة باستضافة كأس العالم، ومن جهة أخرى قامت الشرطة البرازيلية باحتلال بعض المناطق الأكثر فقراً، وفقاً لما أشارت إليه ماتار.
يأتي هذا كله في الوقت الذي تقام في مظاهرات بكل أنحاء البرازيل حول استضافة كأس العالم بالإضافة إلى غلاء المعيشة والأسعار والسكن كما طرح موضوع العنف من قبل عناصر من الشرطة البرازيلية، في وقت يتساءل فيه معارضون آخرون بكيفية صرف مليارات الدولارات لبناء مشاريع في دولة حققت المرتبة 17 من بين 140 دولة من الأكثر استياء بمستوى المعيشة في العالم، وفقاً لإحصائية نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.