اللاعبات السعوديات..ماذا يحتجن لدخول ميدان المنافسة؟
(CNN) -- لينا المعينا، هي مؤسسة أكاديمية جدة يونايتد لفريق كرة السلة النسائي في العام 2003.
اعتبر 2012، عاماً تاريخياً في السعودية، بعدما شاركت المملكة للمرة الأولى في الألعاب الاولمبية بلاعبتين. وبعد مرور فترة شهر، تسلقت عشر نساء سعوديات معسكر قاعدة قمة إيفرست برئاسة الأميرة ريما بندر، بهدف نشر التوعية حول مرض سرطان الثدي، وتشجيع النشاط البدني.
ولكن وضع اللاعبات السعوديات كان مختلفا في دورة الألعاب الآسيوية التي اختتمت فعاليتها مؤخرا في كوريا الجنوبية. وعلّقت وسائل إعلام غربية ومنظمات دولية ومن بينها "هيومان رايتس ووتش" على عدم وجود أي امرأة من بين 199 لاعب رياضي سعودي.
وأوضح الأمين العام للجنة الأولمبية السعودية محمد مشعل، أن "السعودية تعهدت بإرسال لاعبات إلى دورة الألعاب الأولمبية المقبلة،" ومضيفاً أن "اللاعبات لم يتمتعن بالقدرة على المنافسة بشكل كافٍ في دورة الألعاب الآسيوية."
وقال مشعل: "من الناحية الفنية، لم نكن على استعداد لإرسال أي لاعبة سعودية، فضلاً عن أنّ الرئيس الجديد للجنة الاولمبية، الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، رفض إرسال لاعبات لمجرّد المشاركة في الألعاب الرياضية فقط، إذ أنه أراد أن تتمتع اللاعبات بالقدرة على المنافسة أيضاَ."
وتجدر الإشارة، إلى أن "جدة يونايتد" هو فريق نسائي لكرة السلة تأسس في العام 2003. وفي العام 2006 تطور الفريق الرياضي إلى شركة رياضية لتدريب الفتيات والشباب في الرياضات الجماعية بهدف تشجيع الرياضة في السعودية، وتطوير المواهب حتى تكون قادرة على التنافس في الألعاب الاولمبية.
ومنذ أن تأسس الفريق، بدأت مجموعة من نخبة الفتيات والفتيان بالخضوع لتدريب شاق من أجل المشاركة والمنافسة على المستوى الدولي، ووضع الأسس لتطوير المنتخب الوطني للفتيات.
وخلال السنوات الماضية، صرح مسؤولون سعوديون رفيعي المستوى لوسائل الإعلام المحلية في المملكة العربية السعودية على أهمية الرياضة النسائية وضرورة دمجها في المدارس الحكومية، وتأسيس نوادي خاصة، وإتاحة الفرصة لمشاركة اللاعبات السعوديات في المراكز الرياضية المحلية، والعمل على تمهيد الطريق للمشاركة النسائية في الألعاب الاولمبية.
ولكن، يبقى هناك تحديات، على صعيد مشاركة النساء في الأنشطة الرياضية. وتعتبر الأمور اللوجستية من بين أحد التحديات التي تواجه الرياضة النسائية بسبب الافتقار إلى المهنيين على المستوى المحلي، بالإضافةً إلى عدم تخصيص مساحة خاصة للأنشطة الرياضية في المدارس الحكومية.
كذلك، يوجد محدودية في المرافق الخاصة المتاحة للأنشطة الرياضية، فضلاً عن عدم وجود عضوية نسائية في مختلف الاتحادات الرياضية في السعودية، باستثناء السعودية أروى موتبغاني، وهي عضو في اتحاد الفروسية. ويمثل غياب أقسام التربية البدنية في الكليات والجامعات كذلك، عائقاً رئيسياً أمام مشاركة المزيد من النساء في مجال الألعاب الرياضية.
وفي ظل وجود جميع هذه التحديات، وتماشياً مع رؤية الأمير عبدالله بن مساعد، أكدت أكاديمية جدة يونايتد على أهمية تدريب وتهيئة اللاعبات من أجل القدرة على المنافسة في المسابقات الدولية، وليس مجرّد المشاركة الرمزية.
ويجب دعم اللاعبات السعوديات اللواتي ما زلن بحاجة إلى التدريب، فضلاً عن ضرورة تهيئتهن جسدياً وعقلياً وعاطفياً. ويجب التعاون بين المؤسسات العامة والخاصة من أجل تحقيق هذا الأمر.
ويبقى أن تخصيص حصة من الخزينة العامة، يعتبر أمراً ضرورياً، إذ أن القطاع الخاص وحده لن يتمكن من دعم رياضة المرأة ورعايتها حتى تصل إلى التنافس على المستوى الدولي.
أما الخبر الجيد، فيتمثل بأن الحكومة السعودية يمكن أن تعتمد على الفرق والمبادرات الرياضية الموجودة، والرياضيين والمبادرات، والتي ستشكل الأساس لتطوير رياضة المرأة في السعودية.
* الآراء الواردة في هذا النص تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولاتعكس وجهة نظر CNN.