استمع إلى صوت دقات قلب الحصان وأنفاسه المتسارعة في المباريات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل يمكن لجمهور مباريات الفروسية سماع صوت الحصان، وهو يحبس أنفاسه خلال سباقات قفز الحواجز؟
وللإجابة على هذا السؤال، أدت كفاءة مهندس الصوت المتميز دينيس باكستر، إلى إحداث ثورة في مجال التغطية الرياضية المتلفزة. ويمتلك باكستر الذي حصل على جائزة "إيمي"عدة مرات، خبرة طويلة في الإستماع للأصوات، إذ تمثل عمله بالعثور على الأصوات المميزة التي تصدر عن أي رياضة، من أجل بثها عبر التلفاز بأدق التفاصيل، ما أدى إلى شهرته في تغطية الألعاب الأولمبية وأسر قلوب الجماهير.
وقال باكستر: "إذا كنت تنصت بعناية، يمكنك أن تسمع صوت المتسابق يتحدث مع حصانه."
ويذكر، أن باكستر أضفى أفكاراً رائعة على تطور الهندسة الصوتية في تغطية المباريات والمسابقات الرياضية، إذ يتمكن المشاهد عبر شاشة التلفاز من الاستماع لصوت السهم يخترق الهواء في رياضة الرماية، وذلك بفضل فكرته الرائعة بوضع ميكروفونات بين الشخص الرامي والهدف.
وطوّر باكستر، في الآونة الأخيرة، فكرة وضع ميكروفونات تحت سطح خشبي من نوع "فيلدروم،" من أجل أن يحصر أصداء صوت حركة راكبي الدراجات ضمن سباقات الألعاب الأولمبية.
ويعتقد باكستر أن غالبية المشاهدين، يدركون مدى أهمية التأثيرات الصوتية التي تأسرهم، إذ برأيه أن تفاصيل الصوت في المباريات الرياضية تجذب المشاهدين للإستمتاع بمشاهدة التلفاز.
وقال باكستر إن "المشاهدين يتفرجون على شاشة التلفاز بشكل متقطع، ومن دون تركيز أحياناً،" موضحاً أن "التأثيرات الصوتية والتفاصيل الأخرى تجذب تركيز المشاهد."
وأشار باكستر إلى أن الأمر المميز في رياضة الفروسية يتمثل بتفاصيل الأصوات التي تصدر عن المتسابق والحصان معاً.
وتحقيقاً لهذه الغاية، يستخدم باكستر مجموعة كبيرة من مكبرات الصوت اللاسلكية الصغيرة والتي تربط بحواجز القفز، من أجل التقاط صوت الحصان خلال القفز على الحواجز، إذ يمزج ذلك الصوت مع أصداء صوت الجماهير، واصفاً أن "سقوط حواجز القفز تشبه سقوط أي عمل فني معلق في معرض."
وقال باكستر إن "الصوت الذي يصدر عن الحصان خلال القفز على الحاجز، يعتبر مثيراً للاهتمام، إذ عندما يسقط الحصان على الأرض، يخرج صوت رنان ولطيف يمتزج بنغمة مترددة،" مضيفاً أن "الكاميرا قد لا تلتقط تلك اللحظة، ولكن قدرة المشاهد على سماع أدق تفاصيل الصوت، تجعله يشعر أنه يرى المشهد في ساحة الميدان، وليس عبر شاشة التلفاز."
ولا يبد باكستر اهتمامه فقط بالصوت، وإنما بأهمية الصمت والهدوء أيضاَ، عندما يحبس الحصان أنفاسه، ما يعتبر امتداداً للصوت.
ومن جهة أخرى، يبدي باكستر أسفه قائلاً إن "موسيقى اليوم سريعة جداً وكأنها لا تتنفس،" مضيفاً أن "الموسيقى التصويرية في التلفاز تسير في ذلك الاتجاه،" وموضحاً: "يزعجني جداً أن أستمع إلى صوت المعلّق الرياضي، خلال استمراره المزعج في التعليق، بلا أن يسنح فرصة للاستماع أيضاً لتأثيرات الصوت."
ويتفق معه في الرأي ستيفين وايلد، أحد أبرز المعلقين الرياضيين في رياضة الفروسية لقفز الحواجز.
وقال وايلد: "أنا استمع لأصوات مباريات مختلفة، وأرى أنه ليس من الضروري التعليق على كل جزء صغير فيها."
ويمزج باكستر عنصر الموسيقى التصويرية مع صوت تعليق وايلد على الحدث الرياضي الذي يتمثل في تخصصات الفروسية المتنوعة.
وتظهر أهمية الموسيقى التصويرية في عرض سباق الدريساج "الترويض"، الذي يتطلب الانسجام بين خطوات المتسابق والحصان. ويذكر أن تأليف الموسيقى التصويرية المناسبة، يعتبر أمراً في غاية الدقة، حتى ينفذ المتسابق العرض الخاص بالدريساج بشكل يتلائم مع خطوات الحصان.
ويستخدم هانت، أحد مؤلفي الموسيقى التصويرية في سباقات الدريساج، تحليل فيديو لضبط إيقاع ووتيرة مؤلفاته لضمان مطابقة الموسيقى مع حركة الحصان.
وقال هانت: "بالنسبة لمتسابقة مثل شارلوت دوجاردن، أستطيع أن ألتقط عدة مشاهد، حتى أقوم بمراجعة الموسيقى التصويرية المناسبة،" مشيراً إلى أن الأمر "يتطلب القيام بعدة زيارات لرؤية الحصان، والحصول على لقطات تصويرية، والعمل على هندسة الصوت فيما بعد."
وأضاف هانت، أن "الموسيقى التصويرية ستصبح جزءاً كبيراً في المباريات الرياضية، بسبب قوة تأثيرها في الجماهير."
وأكد باكستر أنّ "ربط الميكروفونات اللاسلكية بالفرسان والخيول في مباريات الفروسية، لا بد أن ينجح مستقبلاً من أجل تطوير الهندسة الصوتية."