رأي.. قبل انتخابات الفيفا، رسالة الاتحاد الآسيوي المتحيزة لبلاتر باتت واضحة
هذا المقال كتبته سامية عايش، صحفية وناشطة إعلامية، وما ورد فيه يعبر عن رأي الكاتبة، ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر الشبكة.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يتبق سوى يومان فقط على انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، التي يتنافس فيها الأمير علي بن الحسين، وسيب بلاتر، ويبدو أن هناك من لا يزال يلعب ألاعبيه رغبة في تضييق الخناق على أحد المرشحين، من أجل فوز الآخر.
جميعنا سمعنا بأنباء إلغاء اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في زيوريخ التي كان من المقرر أن تقام الأربعاء 27 مايو/ أيار، والتي بررها الاتحاد الآسيوي بالقول إن "قرار الإلغاء جاء بسبب عدم وجود أي موضوعات للنقاش، إضافة إلى أن جميع الموضوعات المتعلقة بجدول المرحلة المقبلة تمت مناقشتها في اجتماعات سابقة والانتهاء منها."
وسائل إعلام مختلفة ونقاد رياضيون رأوا في قرار الإلغاء هذا جانبا آخر، يتعلق ربما بقطع الطريق أمام المرشح العربي، الأمير علي بن الحسين، للالتقاء بروساء الاتحادات الآسيوية للترويج لنفسه كمرشح، ليعود الاتحاد الآسيوي، بحسب وسائل إعلامية، ويؤكد أنه، أي الاتحاد الآسيوي، لا يتدخل في البرامج الانتخابية للمرشحين، والدليل هو حرية الأمير علي بن الحسين في التنقل بين دول العالم ولقائه ممثلي الكرة وأعضاء الاتحادات الوطنية في تلك الدول.
ولطالما كان اتحاد القارة برئاسة الشيخ سلمان بن ابراهيم مصرا على تقديم الفرص لسيب بلاتر ليبرز كمرشح لانتخابات الفيفا، وسلب تلك الفرص من مرشحين آخرين. ففي اجتماعات البحرين ، لم يمنح المرشحون الثلاثة (آنذاك) من توجيه كلمة إلى رؤوساء الاتحادات الآسيوية، فيما أعطيت المنصة لسيب بلاتر للحديث كيفما شاء.
ومؤخرا، طلب الأمير علي بن الحسين من الاتحاد مخاطبة الحضور في اجتماعات الاتحاد بزيوريخ، لكنها ألغيت للأسباب التي تم ذكرها أعلاه. وحين بعث الأمير الأردني برسالة إلى الاتحاد لسؤاله حول أسباب الإلغاء، لم يتم الرد على هذه الرسالة، وتم رفض الطلب مجددا.
إلا أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخرا بين الاتحاد الآسيوي لكرة القدم واتحاد كونكاكاف من أجل "تعزيز العلاقة بينهما وزيادة التعاون والحوار بين المنظمتين،" هي مثار للجدل، ليس بسبب مضمونها، بل توقيتها والشكل الذي قدمت فيه.
فقد تم توقيع هذه المذكرة اليوم في زيوريخ، وحضرها رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم، ورئيس اتحاد كونكاكاف جيفري ويب، وكلاهما حليف قوي لسيب بلاتر.
وفوق ذلك كله، تمت دعوة سيب بلاتر لهذا الاجتماع، الذي يمكنه من خلاله مقابلة رؤوساء الاتحاد الآسيوية، واتحادات الكونكاكاف، وإقناعهم (إن لم يكن قد فعل ذلك مسبقا).
هذه الألعاب وغيرها أصبحت مكشوفة، ولم يعد هناك من أي داع لتبريرها وتبرير أفعال القائمين على هذه الاتحادات. فتحالفات المصالح الشخصية في كرة القدم، والتي أصبحت الوجه الأبرز للفيفا على مدى السنوات الستة عشر الماضية أمر لا يخفى على أحد، ولهذا السبب بالذات، ضجر عشاق اللعبة الأهم عالميا من تلك الصورة، وباتوا يرغبون بعهد جديد أكثر شبابا وحيوية.
أعتقد أن الرسالة باتت واضحة!