مدرب مغربي: الأندية المغربية تستغل غياب إطار قانوني لتغيير المدربين خلال موسم واحد
المغرب، الرباط (CNN)-- تعرف كرة القدم المغربية تغيرات جذرية منذ إعلانها بطولة احترافية، غير أن ما يطبع هذه البطولة هو موضة تغيير المدربين، ذلك أن كل فريق رياضي يقيل مدربه مباشرة بعد خسارته في مباراة معينة.
فقد تميز الموسم الرياضي المنصرم بإقدام جل الفرق المغربية سواء الممارسة بقسم الصفوة أو بقسم الدرجة الثانية على تغيير ربانها، وتقديمه ككبش فداء لتفادي مزيد من الخسارة والتقهقر في الترتيب، وذلك لكسب رضى الجماهير، غير أن موضة تغيير المدربين لم تؤت أكلها، خاصة وأن جل الفرق التي غيرت المدرب لم تتحسن وضعيتها من حيث المردودية والنتائج.
وفي غياب أي إطار قانوني يمنع الأندية من تغيير مدربها خلال السنة الواحدة، يمكن لأي مدرب تم الاستغناء عنه أن يصطدم بالأندية التي أشرف على تدريبها أكثر من مرة، ما يطرح إشكالية الحرج لدى الإطار الرياضي الوطني.
وفي ذات السياق أكد سمير عجام الإطار الوطني ومساعد مدرب منتخب غينيا الاستوائية السابق، لـ CNN بالعربية أن ظاهرة تغيير المدربين في المغرب تجاوزت الاكتفاء بالمدربين المغاربة والانتقال نحو شراء مدربين أجانب، مشيرا إلى أن رؤساء الأندية هم من يتحملون مسؤولية الاختيارات التي لا تخضع لأي مبررات أو مقياس تقني صرف، وبالتالي فأن ما يتحكم في لك هو أمور غير واضحة.
واعتبر عجام أن وجود أزيد من 70 بالمائة من المدربين الأجانب بالبطولة الوطنية أمر مؤسف، كما تساءل حول جدوى تكوين أطر مغربية في مراكز مختصة وان لا تشتغل داخل بلادها، مبرزا أن المغرب يتوفر على كفاءات وأطر ذات كفاءة عالية في مجال التدريب، غير أنه يتم تهميشها.
وأشار عجام إلى أن ميول الأندية المغربية إلى التعاقد مع مدربين أجانب حققوا إنجازات مهمة في مسيرتهم التدريبية ليس اختيارا صائبا، والدليل على ذلك هو أن هناك العديد من المدربين ممن حققوا بطولات ساهموا في تردي أوضاع الأندية التي أشرفوا عليها، وسقوطها إلى الأقسام الأخرى.
واستغرب المتحدث لجوء الأندية المغربية إلى الاستعانة بمدربين سبق وأن واجهت معم مشاكل عدة، كمثال فريق الرجاء البيضاوي والمدرب التونسي أحمد العجلاني، وكذا الإطار المصري حسن شحاتة الذي غادر المغرب دون سابق إنذار، ورغم ذلك يتم الرجوع إليهم، وهو ما اعتبره عجام استصغارا للإطار الوطني وتهميشه المتمكنين من مسايرة البطولة المغربية والأجنبية كالإطار الوطني حسن عموتة الذي فاز بعدة بطولات وحصد عدة جوائز من خلال تدريبه لأندية كبرى خارج المغرب.
يشار إلى أن الجامعة المغربية لكرة القدم ورابطة المدربين بصدد إعداد قانون ينظم مهنة التدريب في المغرب، ما سيمنح الحماية القانونية للإطار المغربي، وتجنب الفوضى التي يعرفها المجال الرياضي، واستغلال الثغرات التي تستغلها الأندية لتغيير مدربها خلال موسم واحد