محمد جدّوع.. قصة لجوء نجم بالكرة السورية إلى أوروبا وحلمه عن رونالدو
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- في حرب حصدت أرواح أكثر من 200 ألف شخص، وشردت الملايين، هنالك نجوم في عالم الرياضة، واجهوا الكثير من المصاعب للتشبث بالحياة، منهم الشاب السوري محمد جدّوع.
يحلم جدّوع باللعب في "إحدى الفرق الأوروبية البارزة" في الدوري الألماني، مثل بطله وقدوته لاعب ريال مدريد، كريستيانو رونالدو، ويقول إن فرصته بلقائه أكبر من احتمالية عودته لوطنه في أي وقت قريب، بعد لجوئه إلى ألمانيا مع أسرته، وفقاً لحوار أجراه معه موقع "bleacher report" الشقيق لـ CNN.
وفي مكان آخر، على بعد ساعة من القيادة خلف العاصمة العُمانية، مسقط، اجتمع حوالي 700 صوت فقط في ملعب السيب، في المباراة التي جمعت المنتخب السوري ضد نظيره الياباني، والتي هدفت لتحديد المتأهلين لكأس العالم عام 2018، والتي فازت بها اليابان بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
وفي عالم يخلو من الحرب المستعرة بسوريا، كان يمكن لمباراة مثل هذه أن تجمع أكثر من 50 ألف مشجع في استاد حلب الوطني الجديد، أو في استاد العباسيين في العاصمة السورية، دمشق.
ورغم أن الترشح لكأس العالم المقام بروسيا عام 2018 يعتبر أمراً صعباً، إلا أن المنتخب السوري حقق المركز الثاني في المجموعة "." وهو مؤهل للتقدم للجولة التالية، لكن لا شك بأن الحرب تسببت بخسارة المنتخب للعديد من نجومه.
فهنالك جدّوع، الشاب المولود باللاذقية والذي بهر بموهبته المدربين ليقود فريق المنتخب الوطني للناشئين ما دون 15 ومن ثم ما دون 16 عاماً، ليصبح كابتن فريق الناشئين ويقود المنتخب السوري تحت 17 سنة للتأهل لكأس العام المقبلة "FIFA U-17 التي ستحتضنها التشيلي مطلع العام المقبل.
لكن مع بدء الحرب، بدأت المشاكل، إذ يقول جدّوع إنه كان يتعرض للتهديد "من كلا الجانبين"، مضيفاً: "كان علينا أن نسافر من اللاذقية إلى دمشق أو بالعكس وإن أمسكتني المعارضة كنت سأقتل"، مشيراً إلى أن "النظام السوري كان يهدد بإنهاء حياتي المهنية ومعاقبتي إن لم أذهب لمخيمات التدريب، كما هددت الحكومة بمناداتي بالخائن وملاحقتي قانونياً إن فكرت يوماً بترك الفريق"، مشيراً إلى أن الحافلة التي كانت تقل اللاعبين كانت تتعرض لطلقات نارية خلال التوجه لمخيمات التدريب في دمشق، بتبادل للرصاص بين الجانبين، ورصاص القناصة "الذي كان يمكن أن يقتلنا في أي لحظة."
ويضيف جدّوع بأن تهديدات الحكومة السورية وإلزام اللاعبين بإظهار ولائهم للنظام، لم يكن غريباً، خاصة مع عدد اللاعبين من المنتخب السوري الذين أعلنوا معارضتهم، منهم قائد المنتخب سابقاً، فراس الخطيب، والذي سجل هدفاً ضد اليابان عام 2011 في كأس أمم آسيا، والذي انتقل إلى الصين ثم الكويت ولم يعد لسوريا، وهنالك أيضاً عبدالباسط ساروت، الذي لقب بـ "حارس الثورة" و" بلبل الثورة" بسبب اشتهاره بصوته، الذي تغنى بإسقاط نظام بشار الأسد.