حسن المستكاوي يكتب عن السوبر المصري.. المنافسة بين الزمالك والأهلي بدأت في الحرب العالمية الأولى
هذا المقال بقلم حسن المستكاوي، وهو ضمن مقالات ينشرها موقع CNN بالعربية، بالتعاون مع صحيفة الشروق المصرية، كما أنه لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
- خيارات الأهلى تدور حول الطريقة .. وحيرة الزمالك تختصر فى مركز
- المنافسة بين الفريقين بدأت بصورة غير مباشرة فى الحرب العالمية الاولى
- تذكرة المباراة عقد بين الجمهور والجهة المنظمة .. والشروط واضحة للجميع
** الإستاد الذى يستضيف السوبر المصرى بين الأهلى والزمالك يعد تحفة معمارية هندسية رياضية، وهو ملعب فريق العين الرسمى، وألوانه من ألوان الفريق البنفسجية، ولعلها تهدىء الأعصاب، وتستدعى الروح الرياضية بين اللاعبين وبين الجماهير. وتذكرة المباراة هى عقد بين الجمهور والجهة المنظمة. ولذلك توضع الشروط الأمنية على وجه التذكرة الآخر. يحدث ذلك فى أى بطولة، وفى أى مباراة. وتزين التذكرة تلك الشروط ، ولن يسمح بتجاوزها، خاصة مع شدة الإجراءات الأمنية التى يطبقها ما يقرب من أربعة آلاف شرطى إماراتى .. ومن تلك الشروط معاقبة من يتعرض للآخر بالإيذاء البدنى أو اللفظى بالطرد خارج الملعب ، كما يمكن أن تحرك ضده دعوى قضائية. كما ستجرى عمليات تفتيش ذاتية عبر بوابات إلكترونية ، ولن يسمح بمرور شمروخ واحد .. ياترى ممكن ؟.
** فنيا لايمكن التهكن بنتيجة مباراة بين الأهلى والزمالك. مهما كانت النتائج السابقة، ومهما كانت الحالة الفنية لأى فريق منهما قبل المباراة. والسؤال الذى يواجه عبد العزيز عبد الشافى هو هل يلعب بطريقة 4/4/2 .. أملا فى قوة طرفين أم يلعب بطريقة 3/5/2 ؟ وفى الحالتين من المتوقع أن يلعب الأهلى برأسى حربة، وإلا لماذا تعاقد مع إيفونا وأنطوى؟ والإحتمال كبير أن يلعب عبد العزيز عبد الشافى بطريقة 3/5/2 . والهدف هو وجود ليبرو يضيف مسافة ومساحة دفاعية فى الظهر تغطى سرعات وسط الزمالك، وهى السرعات التى تشبه سرعات لاعبى أورلاندو وكيف كانت تشكل ضغطا على الدفاع الأحمر، وتضمن تلك الطريقة زيادة عدد لاعبى الوسط ، مع زيادة عدد اللاعبين أصحاب المهام الهجومية فى تلك المنطقة ، ومن هؤلاء رمضان صبحى، إلا أن نقطة ضعف هذه الطريقة هى الضعف فى الطرفين، ونقص الكرات العرضية لرأس الحربة ..
** الزمالك خياراته معروفة فطريقته المفضلة هى 4/2/3 /1 . وإما يلعب أحمد توفيق بدلا من عمر جابر فى الظهير الأيمن، ليتقدم عمر إلى الوسط لإضافة مزيد من السرعات إلى هذا الخط الذى يتميز أصلا بسرعاته المشحونة بمهارات كهربا، وحفنى أوفتحى . أو يلعب عمر جابر لإضافة سرعة صريحة فى الطرف الأيمن خاصة أن عمر جابر يشكل تهديدا بكراته العرضية. والمتوقع أن يلعب الزمالك برأس حربة واحد، فلا خيار آخر ، اعتمادا على مساندة الوسط بسرعاته عند إمتلاك الفريق للكرة .. لكن الرقابة الشديدة وحراسة كهربا وحفنى ثم فتحى وقد يكون أحمد فتحى الحارس الخاص لأحدهما . واللعب برأس حربة واحد مهمة ستجعل مهمة الإختراق صعبة حيث يتحملها باسم مرسى وحده إلا أن حركته من سرعة الصفر وسرعته فى المسافات القصيرة قد تكون حلا مثاليا للزمالك فى ظل المساندة التكتيكية من لاعبى الوسط ..
** قبل مائة عام بدأت المنافسة بين الأهلى وبين الزمالك مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 ، لكنها كانت منافسة غير مباشرة . فقد رتب إبراهيم علام ( رائد للنقد الرياضى المصرى فيما بعد ) بالإتفاق مع المستر ميدويل رئيس تحرير الجازيت مباراة بين " منتخب مصرى" وبين فريق الجيش البريطانى وبالفعل لعب الفريقان مباراة يوم 28 نوفمبر 1914 بأرض السكة الحديد وفاز الفريق المصرى 3|1 . وغضب حسين حجازى لأنه كان يعتبر أن فريقه المسمى بفريق مصر المختار أو "خلاصة مصر" هو الممثل الوحيد للكرة المصرية، فطلب مباراة مع فريق الجيش البريطانى ، ولكنه خسرها . ثم لعب منتخب مصر مباراة ثانية مع فريق الجيش البريطانى وفاز 4|2 . وأقيمت المباراة بأرض النادى المختلط يوم 5 مايو 1916 . ثم لعب فريق حسين حجازى ( خلاصة مصر ) مباراة ثانية مع الجيش الإنجليزى وفاز فريق حجازى 1|صفر . وبتلك المباريات الأربع اعترفت أوساط كرة القدم فى مصر بوجود فريقين قويين. وكان أن انتقل حجازى بفريقه إلى الأهلى. كما انتقل إبراهيم علام بفريقه إلى المختلط ( الزمالك ) ، بعد أن خاض معركة تمصير النادى عام 1915 ، وكانت تلك هى بداية المنافسة بين أكبر ناديين مصريين، وهى المنافسة التى اشتعلت وكبرت مثل كرة الثلج الهابطة من فوق التل فيما بعد وكانت البداية حين رتب الناديان مباراتين وديتين بينهما كى يحسما أيهما الأقوى فى تلك الفترة ؟.
** فى عام 1917 لعب الأهلى والزمالك معا لأول مرة، وذلك فى يوم 9 فبراير ، وفاز الأهلى 1/صفر . وكانت المباراة على أرض المختلط فى شارع فؤاد. وفى 2 مارس من نفس العام لعب الفريقان ثانى مباراة على أرض الأهلى، وفاز المختلط 1/صفر. وحكم المباراتين الضابط البريطانى توايمان، وهذا التاريخ بات معروفا بالقطع للجميع ، فقد تناولناه من قبل وكثيرا ، لكن لامانع من تذكرة الجميع ..
** وأكرر هنا مايشير إلى احترافية هؤلاء الرواد وحسن تنظيمهم وإدارتهم لمبارياتهم فى ذاك الوقت فقد تم الإتفاق على إقامة المباراتين يوم 12 يناير عام 1917 . ووقعت إتفاقية رسمية بين الناديين تحت عنوان: "إتفاقية بين النادى المختلط وفرقة حجازى بك على إقامة حفلتين للعب كرة القدم" لعب كرة القدم ووقعت فى النهاية بإمضاء إبراهيم علام عن نادى المختلط وحسين حجازى عن الأهلى. وتضمنت الإتفاقية 28 بندا، ونصوصها موجودة ومكتوبة بلغة تلك الفترة من بدايات القرن العشرين.. وإذا كان الفارق فى الزمن يقترب من المائة عام ، فإن الفارق فى التنظيم بين مانحن فيه وببين ما كان يبدو الآن كأنه ألف عام.