يسرى مارديني..كيف ساعدتها السباحة للهروب من الحرب إلى الأولمبياد؟

نشر
3 دقائق قراءة
Credit: MARIO TAMA/GETTY IMAGES SOUTH AMERICA/GETTY IMAGES

دبي، الإمارات العربية المتحدة  (CNN) -- كانت يسرى مارديني، كأي مراهقة أخرى، تحب الحياة والنشاطات والتسوق والخروج مع الأصدقاء، وارتبطت بعلاقة عشق مع رياضة السباحة بعد تشجيع والدها المستمر لها ولشقيقتها.

محتوى إعلاني

ولكن، الحياة خبأت للشابتين السوريتين ما لم يكن بالحسبان، ففي حين اندلعت المظاهرات في تونس، ومصر، وليبيا، كانت عائلة الشابة تنظر إلى تلك الأحداث، وتقول "هذا لن يحدث هنا أبداً"، ولكن القدر خذلها، كاشفاً عما لم يكن بالحسبان.

وبدأت الدبابات بالتجول في شوارع المدينة، واختفى الأصدقاء شيئاً فشياً، وشعرت مارديني باختلاف غريب يعم مدينتها. 

واضطرت الشقيقتان إلى التنقل بين المدن في العديد من الأحيان، ولكنهما قررتا رسم طريق آخر لهما، بعد أن دمرت إحدى القذائف سقف المبنى، وتضرر المسبح الذي كانت يسرى تتدرب فيه.

ورغم أن الشابة السورية كانت تذهب إلى المدرسة وتتدرّب وتهتم بشقيقتها الصغرى، إلا أنها أحست بأنها "لن تذهب إلى أي مكان"، إذ تصف إحساسها بتلك المرحلة بقولها: "وصلت إلى مرحلة، ضقت فيها ذرعاً بالوضع"، ما دفع الشقيقتان إلى خوض رحلة الهروب إلى ألمانيا، وترك كل شيء خلفهما إلا حقيبة صغيرة تضم بعضاً من حاجياتهما.

وتتذكر مارديني الرحلة التي استغرقت 25 يوماً من السفر وثلاث ساعات من السباحة لإنقاذ الزورق الذي كانا على متنه برفقة آخرين بعد أن توقف عن العمل.

وعاشت الشقيقتان حال اللاجئين السوريين، خلال تنقلهما من اليونان إلى هنغاريا دون أن تتلقيا أبسط المساعدات على حد قول مارديني، موضحة أن ما عاشته "كان أمراً محزناً" لأنها كانت تريد "إيجاد السلام وليس الحرب".

وبعد الوصول إلى ألمانيا، لاحظت مارديني الاختلاف الشاسع بين حياتها السابقة وحياتها كلاجئة، ولكن رياضة السباحة بقيت تلازمها بالرغم من ذلك كله، فقد قدم مدرب السباحة الألماني سفين سبانكريبز، مكاناً لها لتمكث فيه بمركز الرياضة المائية، كما قدم لها الدعم المستمر.

ولاحظ مدرب مارديني الألماني التزامها وعشقها لرياضة السباحة، فسألها إن كانت تفعل كل ذلك لأنها تحب رياضة السباحة أم لأنها تود الوصول إلى مكان ما، فردت عليه الشابة تلقائياً قائلة: "أريد أن أذهب إلى الأولمبياد".

وعندما كشف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ عن خطط لتكوين أول فريق أولمبي للاجئين على الإطلاق، رفضت الشابة السورية الفكرة في البداية، وبعد تشجيع أهلها لها، وتذكيرها "بالجهد الكبير الذي بذلته" وافقت على الأمر.

وبعد أن اشتركت مارديني بالأولمبياد تلقت الشابة العديد من الرسائل من أشخاص قالوا بأنها شجعتهم على خوض تجربة جديدة في حياتهم. لم تكن مارديني تريد أن تصبح بطلة، بل كانت تريد السباحة فقط، إلا أنها رغم الأسى والأوجاع التي تعرضت لها كلاجئة، ما زالت "فخورة بنفسها" ولا تشعر بأنها "أقل من أي شخص آخر"، على حد تعبيرها.

نشر
محتوى إعلاني