"رواية رومانسية" بدأت في كيب تاون وانتهت في القاهرة.. فما قصتها؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم اعتقاله، ومهاجمته من قبل الكلاب، وإطلاق المتمردون النار عليه، إلا أن رحلة المغامر البريطاني، ماريو ريجبي، كانت بمثابة "رواية رومانسية"، بدأت منذ انطلاقه مشياً على الأقدام من العاصمة كيب تاون إلى العاصمة المصرية، القاهرة. فما قصة هذه الرواية وما أبرز أحداثها؟
ولطالما أراد ريجبي تحدي ذاته لمعرفة قدراته البدنية، وإعادة تواصله مع جذوره الأفريقية.. وبعد ملاحظته أن غالبية الأشخاص يمشون لمسافات طويلة عبر القارتين آسيا وأوروبا، قرر بدوره أن يقوم برحلة لم ينجزها شخص آخر منذ القرن التاسع عشر.
ولم تكن تحضيرات هذه الرحلة بسيطة كما تبدو، إذ تطلبت حوالي 9 أشهر من البحث، والتخطيط، والاستعداد على الصعيدين الجسدي والعقلي. ولم يستهل مغامرته قبل أن يتمرن مشياً على الأقدام من مدينة تورنتو إلى مونتريال، مما استغرقه حوالي أسبوعين.
وقبل أن يمشي المغامر البريطاني خطواته الأولى عبر قارة أفريقيا، حرص على وضع بعض المستلزمات في حقيبة ظهره، مثل الإسعافات الأولية، والقمصان، والجوارب، وسكين النجاة، بالإضافة إلى وجبات الطعام، وحقيبة النوم، والأحذية المريحة، ونظام تحديد المواقع.
ولم تخل رحلة ريجبي من التحديات، مثل الحصول على تأشيرة الدخول، والعبور بالقرب من مناطق النزاع. ورغم أن جواز السفر البريطاني قد ساعده في عبور غالبية البلدان، إلا أنه تعرض للمضايقات من قبل ضباط الشرطة والعسكريين، الأمر الذي جعله يشعر بالإحباط في بعض الأحيان.
وبعد مرور حوالي عامين من رحلة الرياضي البريطاني، وصل أخيراً إلى مصر، حيث بدا كل شيء مختلف كلياً. فعلى سبيل المثال، كانت المباني أكثر ارتفاعاً والسيارات أكبر عدداً.
ولاحظ ريجبي الاختلافات داخل مصر نفسها، أي بين أسوان، والأقصر، والإسكندرية، والقاهرة. وفي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال إن "أسوان هي بمثابة كبسولة خالدة ترجع بالزمن إلى آلاف السنين، بينما تتميز القاهرة بأهراماتها القديمة رغم صخب المدينة".
وخلال رحلة الـ 12 ألف كيلومتر، تعلم ريجبي أنه ليس من شيئ مستحيل، إذ ينبغي على الشخص الاستمرار في طريقه مهما صادفته الصعاب. وبدوره، يرغب المغامر البريطاني في إلهام الآخرين على متابعة حياتهم ودفع الحدود إلى أقصى درجة ممكنة.
وأوضح ريجبي أن رحلته كانت بمثابة "رواية رومانسية"، جعلته يشعر بالدفء، وذلك بسبب كرم الأفريقيين والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية. كما أن هذه المغامرة قد أعطته الحرية المطلقة للاستيقاظ كل صباح دون تحكم أي شخص بحياته.
وتحت مشروع اسمه "EVA"، يطمح ريجبي أن يكون أول شخص يقود سيارة كهربائية في جميع أنحاء القارة الأفريقية. وستستمر الرحلة لنحو عام كامل، بدءاً من العام 2019. وتهدف الحملة إلى زيادة الوعي حول النقل المستدام والطاقة المتجددة، وذلك استجابة لسرعة النمو السكاني في المناطق الحضرية في أفريقيا.