مارست كرة القدم في أفغانستان فواجهت تهديدات بالموت.. من هي خالدة بوبال؟

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير ياسمين عواجه
Credit: DANIEL LEAL-OLIVAS / Contributor

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)  -- مع أنها تعتبر رائدة في مجال كرة القدم النسائية في أفغانستان، لم تكن ممارسة هذه الرياضة أمراً سهلاً بالنسبة إلى القائدة السابقة لفريق كرة القدم النسائي الأفغاني خالدة بوبال، فمن الإساءات اللفظية التي وصفتها بـ"عاهرة" إلى الاعتداءات الجسدية، وتهديدات الموت التي تلقتها مع زميلاتها، اضطرت بوبال إلى الهروب في عام 2010. ومنذ ذلك الحين، أصبح تمكين الإناث من خلال كرة القدم والرياضة مهمتها.

محتوى إعلاني

وبدأت خالدة بوبال ممارسة كرة القدم في عام 2003. وشجعتها على ذلك والدتها، التي كانت مدرسة التربية البدنية في مدرستها آنذاك، لتكون امرأة قوية في "بلدٍ يهيمن عليه الذكور"، وفقاً لما قالته بوبال في مقابلة مع CNN بالعربية.

وفي البداية، كانت كرة القدم مجرد طريقة لقضاء الوقت الممتع مع زميلاتها. ولكن سرعان ما تغير ذلك عندما هاجمتها مجموعة من الرجال هي وزميلاتها. واسترجعت بوبال ذلك الحدث الذي جعل كرة القدم "مهمتها في الحياة" قائلةً: "تعرضنا للهجوم من قبل مجموعة من الرجال خارج مدرستنا، حيث هاجمونا على أرض الملعب وأخذوا الكرة التي كنا نلعب بها ودمروها".

Credit: DANIEL LEAL-OLIVAS / Contributor

ولم يغادر هؤلاء الرجال الملعب قبل تحذير بوبال وزميلاتها بضرورة التوقف عن ممارسة كرة القدم لأنها "لعبة للرجال"، وأنهن يجب عليهن أن يخجلن من أنفسهن.

وتمثلت الخطوة الأولى للأفغانية في بدء حملة مع والدتها وزميلاتها لزيادة أعضاء فريق كرة القدم الخاص بهن من أجل إنشاء فريق وطني.

Credit: DANIEL LEAL-OLIVAS / Contributor

وفي عام 2017، استطاع الفريق اللعب كأول فريق كرة قدم نسائي في أفغانستان بقيادة بوبال كأول قائدة فريق كرة قدم في تاريخ أفغانستان.

وزادت بوبال من جهدها للتحدث عن النساء والقضايا التي تواجههن في البلاد، ومع ارتفاع صوتها، زاد عدد أعدائها، بحسب ما ذكرته.

واضطرت بوبال إلى مغادرة أفغانستان إلى الهند في عام 2010 تاركةً أحلامها، وعائلتها، وزميلاتها ورائها. وفي عام 2012، استطاعت بوبال العيش في الدنمارك بعد أن تم قبول طلبها للجوء.

وأثناء سكنها في مركز للجوء، رأت الأفغانية العديد من النساء اللواتي عانين من الاكتئاب والإجهاد، فاستخدمت بوبال الرياضة في مساعدتهن على التغلب على مصاعبهن.

ومن وحي ذلك الموقف، قامت بوبال بإنشاء منظمة "Girl Power" التي أسستها في عام 2014 بالدنمارك. وتهدف منظمتها غير الربحية إلى "تمكين النساء والفتيات من مختلف الخلفيات الاجتماعية والثقافية في جميع أنحاء العالم من خلال قوة الرياضة". وتعمل هذه المنظمة في أوروبا، إضافةً إلى المناطق النائية في جنوب آسيا في بلدان مثل أفغانستان، والهند، وباكستان، وسيريلانكا.

Credit: Stuart C. Wilson / Stringer

وحتى الآن، لا تزال بوبال تشارك في تطوير الفريق الوطني النسائي لكرة القدم بأفغانستان. ورغم زيادة مشاركة النساء في الساحة الرياضية في البلاد، ترى بوبال أن الحكومة، والمنظمات المحلية والدولية لا تزال تحتاج إلى زيادة الوعي تجاه كرة القدم النسائية، إضافةً إلى ضرورة توفير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) ميزانية لقسم كرة القدم النسائية، حيث أن الفريق يعتمد على المنظمات غير الحكومية والدول المضيفة لاستيعاب النشاطات التي يقمن بها.

نشر
محتوى إعلاني