ما "القفص" الذي تحرر منه هذا الشاب الكويتي بعد دخول البحر؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يكن العام 2005 مثل أي عام آخر مرّ على الرياضي الكويتي، فيصل الموسوي، فكان كالطير الذي يحلق في السماء بحرية، حتى قيده "قفص" الكرسي المتحرك.
ولطالما كان يرغب الموسوي في دخول عالم الغوص، ولكن البحر قد زرع في داخله فوبيا منعته من تحقيق حُلمه، وذلك بسبب واقعة غرقه صغيراً. وبعد حادث السيارة الذي تعرض له في العام 2005، بات يعاني من مشكلتين تمنعاه من خوض تجربة الغوص، وهما فوبيا الماء وشلل قدميه.
وكان شغفه وطموحه أكبر مما تتخيل، إذ رفض أن يجعل الخوف حبيس إعاقته، ليتسلح فيما بعد بالعزيمة، والإصرار، والتحدي، إذ فرض الواقع على الموسوي خيارين: الانسحاب والتراجع، أو التغلب على الخوف والغوص.
وفي حديث الموسوي مع موقع CNN بالعربية، قال إن "القرارات هي من تتحكم بمصيرنا وحياتنا.. قفزت، وغيرت القفزة من حياتي". ورغم إعاقته، إلا أن الموسوي كبر وكبر معه حُلم تحطيم الأرقام القياسية، حتى تمكن في العام 2018 من أن يقطع أسرع فترة مدتها 10 كيلومترات غوصاً، خلال 5 ساعات و24 دقيقة.
وبعد هذا الإنجاز الكبير، غمر الغواص الكويتي الشعور بسعادة لا تُوصف، خاصة أنه كسر الرقم القياسي لأشخاص ليست لديهم أي إعاقات.
وبالنسبة إلى اختبارات الغوص، فهي ليست مخصصة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإنما يجب اجتيازها كباقي الأشخاص. ولهذا السبب، استغرقت فترة الإعداد والتخطيط حوالي سنة واحدة، ومن ثم استمرت مرحلة التدريب لـ 5 أشهر مكثفة، حتى كان ختامها في مدينة الغردقة بمصر لتحقيق الرقم القياسي.
ولم يخل الأمر من التحديات التي واجها الموسوي، أولها التيارات المائية، كونه يستخدم يديه فقط أثناء الغوص. بالإضافة إلى أن قوارب الغوص غير المجهزة للكراسي المتحركة، الأمر الذي سبب له صعوبة في التنقل.
وبرهنت إنجازات الموسوي أن إمكانيات الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة غير محدودة. وبدوره، لم يكتف الموسوي بما حققه، وإنما يطمح أيضاً إلى تحطيم المزيد من الأرقام القياسية في الغوص، ونقل رسالة الدمج الاجتماعي للعالم.