فيفا: اتفاق يسمح بتسيير رحلات مباشرة "مستأجرة" من تل أبيب إلى الدوحة خلال كأس العالم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – توصل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لاتفاق مع الجانبين الإسرائيلي والقطري لتسيير رحلات مستأجرة "مؤقتا" للمشجعين الإسرائيليين والفلسطينيين الراغبين بحضور مباريات كأس العالم 2022، وفقا لبيان صحفي من الفيفا تلقت شبكة CNN نسخة منه.
واجتمع مسؤولون من الفيفا بآخرين من شركة "قطر 2022" والتي وصفها الفيفا بـ"الذراع التشغيلي لكأس العالم" وممثلين من وزارة الخارجية الإسرائيلية ووزارة الثقافة والرياضة من أجل فسح المجال أمام المشجعين الإسرائيليين والفلسطينيين لحضور مباريات كأس العالم، وأشار الاتحاد الدولي إلى أن الاجتماع جاء "في إطار التزام قطر بمتطلبات الفيفا لاستضافة البطولة"، وفقا للبيان.
وأكد الفيفا أن الاجتماع أثمر عن اتفاق يسمح بـ"تشغيل رحلات طيران مستأجرة مباشرة مؤقتا بين مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب ومطار حمد الدولي في الدوحة من قبل شركة طيران حاصلة على حقوق هبوط مسبقة في قطر طوال فترة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وفقًا لمتطلبات الأمن والقدرات التشغيلية الإسرائيلية"، حسبما جاء في البيان.
وأشار الفيفا إلى أن المشجعين الراغبين بحضور المونديال يجب أن يكونوا من حاملي بطاقة "هيا" وأن تتوفر لديهم تذكرة سفر سارية المفعول من وإلى قطر.
وأوضح الاتحاد الدولي في بيانه أن الخدمات القنصلية للمواطنين الإسرائيليين ستُقدم بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإسرائيلية من خلال "شركة سفريات دولية خاصة سيكون لها مقرا في الدوحة خلال البطولة"، وفقا للبيان.
أما الفلسطينيين فسيحصلون على الخدمات القنصلية من السفارة الفلسطينية في الدوحة.
وقال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، تعليقا على الاتفاق: "يسعدنا أننا توصلنا إلى اتفاق يتيح للمشجعين الإسرائيليين والفلسطينيين زيارة قطر وحضور المباريات خلال فترة كأس العالم لكرة القدم. من خلال هذا الاتفاق، سيتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من الطيران معًا والاستمتاع بكرة القدم معًا. أود أن أشكر نظرائنا الإسرائيليين والفلسطينيين والقطريين لمساعدتهم في تحقيق ذلك. كرة القدم لديها القدرة على جمع الناس معًا، فهي تتجاوز جميع الحدود، وتعبر جميع الحدود، وتعزز الوحدة بشكل لا مثيل له".
من جانبه، قال متحدث باسم بطولة كأس العالم في قطر: "منذ فوزنا بحقوق استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، أكدنا دائمًا أن جميع حاملي التذاكر سيكونون قادرين على حضور المباريات في قطر".
وأضاف المتحدث باسم البطولة: "يؤكد إعلان اليوم التزامنا باحترام سياسات الفيفا وبمتطلبات الاستضافة بما في ذلك حق الجميع في حضور المباريات. ويشمل ذلك أيضًا شرط أن يكون حاملو التذاكر ووسائل الإعلام الفلسطينية قادرين على السفر على هذه الرحلات المستأجرة دون قيود لأن لديهم حقاً مساوياً في الاستمتاع بالبطولة المميزة للغاية بكونها أول نسخة من كأس العالم تتم استضافتها في العالم العربي والإسلامي"، حسب تعبيره.
ولا تقيم قطر علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولكن سيتم إنشاء مكتب خدمات قنصلية مؤقت خلال البطولة للتعامل مع الزوار الإسرائيليين.
وقال مسؤول قطري، لشبكة CNN، إن موقف بلاده من التطبيع "لم يتغير"، وأضاف: "لم نشهد في الآونة الأخيرة أي تطورات إيجابية في عملية السلام تستحق تغييرا في سياستنا".
وقال مصدر مطلع على الأمر، لكنه غير مصرح له بالتحدث علنا، لشبكة CNN، إن "القطريين أصروا على السماح للفلسطينيين بالمغادرة من مطار بن غوريون في تل أبيب وأبلغوا إسرائيل أن أي تصعيد يؤدي إلى أعمال عنف في القدس أو غزة أو الضفة الغربية خلال كأس العالم سيخاطر بإلغاء الاتفاق بما في ذلك الرحلات الجوية المباشرة".
وأضاف المصدر أن إصرار قطر على السماح للفلسطينيين بالخروج من مطار بن غوريون تسبب في توقف المحادثات "لبعض الوقت"، وتابع أن أكثر من 8 آلاف فلسطيني و3800 إسرائيلي اشتروا تذاكر البطولة.
من ناحيته، قال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أشوبيز: "إعلان اليوم سيسمح للمواطنين الإسرائيليين بالسفر بحرية إلى قطر وحضور المباريات في كأس العالم. لقد نجحنا في تأمين جميع الضمانات بما في ذلك الوصول إلى الخدمات القنصلية للإسرائيليين أثناء إقامتهم في قطر، وباعتبارها أول بطولة كأس عالم يتم استضافتها على الإطلاق في الشرق الأوسط، فإنها تعد بأن تكون احتفالًا لكرة القدم وفرصة لإسرائيل لبناء العلاقات وتبادل الخبرات الثقافية مع الناس من جميع أنحاء منطقتنا والعالم بأسره"، حسب تعبيره.
ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بالاتفاق، وقال، بحسب ما نشره حسابه على تويتر، إنه "بعد عمل دؤوب دام شهورا طويلة، أتممنا ترتيبات ستوفر لمواطنين إسرائيليين الإمكانية للسفر إلى مونديال قطر على متن رحلات جوية مباشرة. كما وسيتم افتتاح مكتب إسرائيلي في قطر لمعالجة شؤون المشجعين الذين سيصلون إلى المونديال".