تساؤلات حول مستقبل كيليان مبابي.. هل لرئيس فرنسا تأثير على قرار اللاعب؟
(CNN) -- يبدو أنّه تمّ تجديد واحدة من أكثر قصص الانتقالات إثارة للاهتمام في السنوات الأخيرة للموسم الثاني.
بعد مرور عام على قرار كيليان مبابي برفض ريال مدريد والتوقيع على تمديد عقده مع باريس سان جيرمان، يمكن أن يقترب النادي الإسباني أكثر من أي وقت مضى من الظفر بخدمات أحد أعظم المواهب في كرة القدم، أو أن يستعد لصيف آخر من التكهنات حول ما إذا كان المهاجم الفرنسي سيقرر البقاء أول الانتقال لصفوف "الميرنغي".
وفقاً لتقارير متعددة هذا الأسبوع، أبلغ مبابي باريس سان جيرمان أنّه لن يمدد عقده، تاركًا قرارًا كبيرًا للنادي ليتخذه، إما أن يبيع نجمه هذا الصيف، أو السماح له بالذهاب مجانًا في عام 2024.
من الممكن أن يميل النادي الباريسي نحو الخيار الأول لأنه يتطلع لاسترداد بعض من 180 مليون يورو (195 مليون دولار)، التي أنفقها للتعاقد مع كيليان مبابي من موناكو، في عام 2017، وهو ثمن جعله آنذاك ثاني أغلى لاعب في التاريخ بعد زميله نيمار دا سيلفا.
ردًا على مقال من صحيفة "Le Parisien" الفرنسية، بعنوان "مبابي يريد الانضمام إلى الريال هذا الصيف"، قال كيليان على تويتر: "أكاذيب... لقد قلت بالفعل أنني سأواصل الموسم المقبل في باريس، حيث أنا سعيد جدًا".
لمبابي مكانة في فرنسا، إذ عندما كانت هناك تكهنات حول رحيله عن باريس سان جيرمان في عام 2021، حثه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على البقاء، لكن عندما سُئل، الخميس الماضي، عن مستقبله مع النادي الباريسي، قال مبابي للصحفيين إن ماكرون ليس له أي تأثير على مسيرته الكروية.
وقال للصحفيين في وكالة "رويترز": "ما هو تأثير الرئيس؟، في مسيرتي المهنية اليوم، في عام 2023، لا شيء، يريدني أن أبقى في باريس، هدفي هو البقاء، نحن على نفس الخيار".
وأكمل مبابي: "هل سأغادر باريس سان جيرمان؟، لقد أجبتُ بالفعل، لقد قلتُ إن هدفي هو البقاء في باريس، وهذا هو خياري الوحيد في الوقت الحالي، أنا مستعد للعودة عند استئناف الموسم التحضيري".
وأتمّ كيليان مبابي: "لم أكن أعتقد أن رسالة ما قتلت أحداً، أو أنّني أساءتُ إلى أحد".
يبدو من غير المحتمل بشكل لا يصدق أن يكون ريال مدريد على استعداد لدفع رسوم فلكية للاعب الشاب (24 عامًا)، ويمكن أن يوقع معه مجانًا في غضون عام واحد فقط.
شهد مبابي انهيار مشروع باريس سان جيرمان، تحت قيادة الجانب القطري، هذا الموسم، إذ خرج الفريق من دور الـ 16 في دوري أبطال أوروبا، وحقق لقب الدوري الفرنسي بصعوبة، كما عليه التعامل الآن مع رحيل ليونيل ميسي وسيرخيو راموس.
يمكن القول إن مستقبل باريس سان جيرمان قاتم كما كان منذ أن اشترت شركة قطر للاستثمار الرياضي (QSI) المدعومة من الدولة، النادي في عام 2011، لكن من المحتمل أن ما حدث قد يكون ضربة كارثية لطموحات النادي.
حتّى مع وجود أموال غير محدودة إلى حد كبير في باريس سان جيرمان وقطر، فإن الإبقاء على مبابي سيكون مهمة صعبة، إلى جانب إيرلينغ هالاند، يُعتبر كيليان مبابي على نطاق واسع من أكثر لاعبي كرة القدم موهبة، وكان آلة أهداف لا تتوقف في السنوات الست الّتي قضاها في العاصمة الفرنسية.
وكان النجم المولود في باريس قد حصد لقب هداف الدوري الفرنسي لخمسة مواسم متتالية، وسجّل 212 هدفًا في 260 مباراة، متجاوزًا الرقم القياسي السابق لإدينسون كافاني في مارس/ آذار الماضي، كما حقق رفقة الفريق عددًا من الألقاب.
كان الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا هاجسًا لكل من شارك في النادي منذ الاستحواذ عليه في عام 2011، لكن باريس سان جيرمان يبدو الآن بعيدًا أكثر من أي وقت مضى عن رفع هذا الكأس للمرة الأولى في تاريخه.
اتفاق حقيقي؟
كلّ فريق في العالم سيحب بلا شك التوقيع مع المهاجم الفرنسي، لكن قائمة المرشحين الواقعيين ستكون قصيرة إلى حد ما.
تعاقد ريال مدريد بالفعل مع جود بيلينغهام، أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، من بوروسيا دورتموند، هذا الصيف، لكنه ترك فجوة كبيرة في الهجوم بعد رحيل المهاجم كريم بنزيما إلى اتحاد جدة السعودي.
كما أنّه ليس سرًا أن مبابي كان يحب فكرة ارتداء قميص الأبيض الشهير لريال منذ أن كان صبيًا.
كانت هناك تقارير متعددة تفيد بأن ريال كان يفضل ضم نجم توتنهام هوتسبير، هاري كين هذا الصيف، على الرغم من أن إعلان كيليان مبابي لباريس سان جيرمان قد يعني أن النادي سيستأنف ملاحقته للاعب الفرنسي بدلاً من ذلك.
وبالمثل، يبحث مانشستر يونايتد عن مهاجم جديد وقد تم ربطه أيضاً بكين، لكن عدم اليقين المحيط بالمالك التالي للنادي يمكن أن يفسد المحاولة.
الآن، بالطبع، هناك احتمال أن الأموال الباهظة التي ستكون متاحة في المملكة العربية السعودية قد تغري مبابي، على الرغم من أن فرص اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا في إضاعة سنوات ذروته في الدوري السعودي ضئيلة للغاية.
أخيراً، هناك دائمًا خيار بقاء مبابي في النادي الباريسي كما فعل في ذلك الوقت تقريبًا من العام الماضي، مما أثار استياء الجميع في ريال مدريد، بما في ذلك الجماهير.
بغض النظر عن النتيجة النهائية لمصير اللاعب، يبدو أن هذه الملحمة ستنطلق في المستقبل المنظور.