كيليان مبابي.. هل نجح مع باريس وما التحدي الذي ينتظره في حال انتقاله إلى ريال مدريد؟

نشر
7 دقائق قراءة
Credit: Matthias Hangst/Getty Images

(CNN) -- وصل كيليان مبابي إلى باريس سان جيرمان في عام 2017، وحينها كان شاباً ذا وجه طفولي يبلغ من العمر 19 عاماً، ويحمل ثقلا كونه ثاني أغلى لاعب كرة قدم في التاريخ، كما وصفه رئيس النادي، ناصر الخليفي، بـ"اللاعب الشاب الواعد حول العالم".

عبء مساعدة النادي الباريسي في محاولة الحصول على أول لقب له على الإطلاق في دوري أبطال أوروبا، على الرغم من تقاسمه في بعض الأحيان خلال المواسم السبعة التي قضاها في باريس مع زلاتان إبراهيموفيتش وليونيل ميسي ونيمار، تمّ وضعه أيضاً على أكتاف مبابي بعد أن دفع باريس سان جيرمان لموناكو مبلغاً قدره 214 مليون دولار مقابل خدمات كيليان.

محتوى إعلاني

كانت الفترة التي قضاها مبابي في باريس سان جيرمان مليئة بالنجاحات، سواء على المستوى الجماعي أو الفردي، لقد حقق 11 لقباً (الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، كأس السوبر الفرنسي)، وحقق 5 جوائز لأفضل لاعب خلال العام.

ومع ذلك، فإن الشيء الوحيد الملحوظ الذي تم إغفاله من خزانة ألقابه هو دوري أبطال أوروبا، وهو اللقب الذي طمح إليه مالكو النادي القطريون أكثر من أي وقت مضى منذ توليهم المسؤولية في عام 2011.

على الرغم من كل المبالغ الهائلة التي أُنفقت على بعض أعظم الأسماء في كرة القدم، فإن أقرب ما وصل إليه مبابي وباريس سان جيرمان كان نهائي 2020، إذ خسر الفريق أمام بايرن ميونخ.

وبعد ما يقرب من 7 سنوات من وصوله، سيكون لدى مبابي فرصة أخيرة للفوز بلقب جديد مع النادي الباريسي، عندما يواجه الأخير منافسه ليون في نهائي كأس فرنسا.

كانت إنجازات مبابي خلال هيمنة باريس سان جيرمان على البطولات الفرنسية، إذ هي حقبة يكون فيها الفوز بلقب الدوري المحلي "متوقعاً منهم عاماً بعد عام"، كما يقول خبير كرة القدم الفرنسي رفائيل جوكوبين لشبكة CNN.

وأضاف جوكوبين: "إنه أمر مثير للاهتمام لأنه إذا نظرت إلى الأرقام، فمن الناحية الإحصائية، ربما يكون كيليان مبابي أفضل لاعب في النادي على الإطلاق، إنه أفضل هداف، وقد فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري 5 مرات على التوالي".

وتابع: "لقد ذهب إلى باريس سان جيرمان ليقود النادي إلى لقب دوري أبطال أوروبا، لذلك لم يصل إلى هذا الهدف إلى حد ما، لكنني أعتقد أن الأمر أكثر دقة قليلاً من رؤيته على أنه نجاح أو فشل، لأنه من الواضح أنه حقق الكثير في النادي".

وأكمل رفائيل جوكوبين: "الأمر المثير للاهتمام هو أنه لم يستحوذ على كلّ قلوب المشجعين، خاصة في الطريقة التي ترك بها النادي، لم يكن من اللاعبين المفضلين عند كل الجماهير، لكنني أعتقد أنه ربما، أو على الأقل من الناحية الإحصائية، أفضل لاعب في النادي على الإطلاق".

يبدو أن الطريقة التي رحل بها مبابي هي التي أثارت غضب معظم مشجعي باريس سان جيرمان، ليس سراً أن الفائز بكأس العالم 2018 سينضم إلى ريال مدريد هذا الصيف، وقد غازل العملاق الإسباني علناً على مر السنين.

عندما قدم ريال مدريد عرضاً بقيمة 188 مليون دولار لشراء مبابي في أغسطس/ آب 2021 وهي صفقة كانت على وشك الاتفاق عليها، اعترف الفرنسي في ذلك الوقت برغبته في مغادرة باريس سان جيرمان.

قام مبابي في النهاية بتغيير اتجاهه لتوقيع عقد جديد مع باريس سان جيرمان، الذي ينتهي الآن في 30 يونيو/ حزيران، وقدرت صحيفة "الإندبندنت" أن باريس سان جيرمان دفع لمبابي ما مجموعه حوالي 600 مليون يورو (650 مليون دولار) من الراتب خلال فترة وجوده.

وكان هناك أيضاً عرض عالمي بقيمة 332 مليون دولار للاعب من نادي الهلال السعودي في يوليو/ تموز من العام الماضي، لكن هذه الخطوة لم تتحقق أبداً، إذ يُقال إن مبابي كان دائماً يركز على ريال مدريد، النادي الذي نشأ وهو يعشقه.

ومع ذلك، على الرغم من أنه لم يكن محبوباً تماماً في بعض الأحيان من الجماهير على مر السنين، إلا أن ألتراس النادي الباريسي رفع له "تيفو" وردد هُتافات خاصة خلال مباراة بالدوري الفرنسي بعد إعلان رحيل اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً.

وقال رفائيل جوكوبين: "الإجماع العام هو أن المشجعين ممتنون لما فعله مبابي، لقد كان بلا شك وجه النادي في المواسم القليلة الماضية، لقد حطم جميع أنواع الأرقام القياسية التهديفية وحقق الكثير من النجاح على أرض الملعب".

بالنسبة لزميل مبابي السابق، توماس مونييه، قال لصحيفة ليكيب في وقت سابق من هذا الشهر عن مبابي: "ليس هناك شك في ترتيبه بين أساطير النادي، إنه رقم 1".

ربما يكون ريال مدريد قد فاز بـ14 كأساً أوروبياً مقابل صفر لباريس سان جيرمان، لكن ضغط اللعب مع فريق "الميرنغي" في دوري أبطال أوروبا وتحقيق النجاح يظل شديدًا مثل أي نادٍ في القارة.

قال جوكوبين: "سيكون من المثير للاهتمام رؤية ما يمكن لمبابي فعله في هذا النوع من البيئة، إذ لن يكون لديه منافسة على أرض الملعب فحسب، بل منافسة خارج الملعب أيضاً من حيث كونه وجه النادي، لذلك أعتقد أننا ربما نرى جانباً مختلفاً لمبابي بهذا المعنى".

وأردف: "إنه على علم بما هو مقبل عليه، إنه يعرف ما يجب عليه فعله، إنه لاعب قابل للتكيف تماماً بهذا المعنى، فهو يعرف متى يتراجع، لقد كان هذا هو الحال عنده في بعض الأحيان مع المنتخب الفرنسي".

وأتمّ: "إنه يستمتع بأن يكون في دائرة الضوء، ويستمتع بتولي الأدوار القيادية، لكنني أعتقد أنه يدرك جيدًا أنه سيتعين عليه في البداية أن يشق طريقه إلى هذا الدور في ريال مدريد، وهذا لن يتم تقديمه له على طبق من ذهب."

سواء اتفق المشجعون على مكانته بين عظماء باريس سان جيرمان أم لا، فقد ترك كيليان مبابي بلا شك بصمة لا تُمحى في النادي.

نشر
محتوى إعلاني