"سلسلة السينما العراقية".. هل تعيد الجمهور العراقي إلى صالات السينما؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – ليس من السهل أبدا أن تقنع الناس بمشاهدة فيلم سينمائي وهم يعيشون حالة من الحرب والتخبط السياسي، فالقتل والتهجير ينسي الناس أبسط جوانب المتعة، غير أن العراقي زيد فاضل قلب هذه المعادلة في بلاده، ليؤكد من خلال مشروعه "سلسلة السينما العراقية" أن السينما وعروض الأفلام هي جزء مهم في بناء بلد يحاول إعادة بناء ذاته برغم كل الظروف.
زيد فاضل شاب عراقي افتتح أولى دور العرض السينمائي في العراق عام ٢٠١١، ليصل عدد الشاشات السينمائية اليوم إلى ١٩ شاشة موزعة بين بغداد وبابل، تتسع في مجملها لنحو ٢٥٨٠ شخصا.
تحدثنا إلى زيد حول الهدف من المشروع، والذي أكد لنا أن الهدف هو إعادة ثقافة السينما إلى العراق، بعد أن كانت موجودة منذ الأزل، إذ افتتحت أولى صالات السينما العراقية عام ١٩٠٩، لتأتي الحرب قبل عقدين وتوقف نشاطاتها بالكامل.
العمل بعد سنوات من الحرب، وخصوصا في هذا المجال، ليس بالأمر السهل، وهو كما يقول زيد فاضل مليء بالتحديات: "لم تكن لدينا أي خبرة في مجال السينما، وتجهيز دور العرض، وأسعار الأجهزة والمعدات. غير أن الجزء الأصعب هو تعريف العائلة العراقية بمفهوم السينما، لأن السينما في التسعينيات أصبحت لا تعرض سوى الأفلام السيئة، وبالتالي ابتعدت العوائل عنها."
ويضيف فاضل: "من التحديات الأخرى التي واجهناها صعوبة التعامل مع الشركات الموزعة للأفلام، بسبب انعدام الثقة في السوق العراقية، والظروف الصعبة التي يعاني منها العراق."
ومول زيد فاضل بنفسه هذا المشروع مع صديقه، كما رهن والده منزل العائلة واضطر إلى الاقتراض من البنك لمساعدة ابنه في مشروعه.
وفي بلد مثل العراق، قد تحظى الأفلام الأمريكية بسوق كبيرة واهتمام كبير من زوار السينما، فهي تحتل النسبة الأكبر من الأفلام المقدمة للعرض، ولكن المفاجأة هي أن الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات كانت الأفلام العربية التي يشارك فيها نجوم كبار مثل أفلام تامر حسني، وأحمد عز، وأحمد السقا، وأحمد حلمي.
ومع مرور الأعوام، كان الإقبال يتزايد على صالات السينما ومشاهدة الأفلام، وخلال العام الماضي، شهدت صالات السينما زيارة نحو ٦٠٠ ألف شخص، ويتوقع أن يرتفع الرقم هذا العام وفقا لزيد فاضل، كما أن بغداد هي المدينة التي تشهد أكبر عدد من الزيارات لمشاهدة الأفلام، خصوصا وأن ثقافة الأفلام أكبر فيها مقارنة بالمحافظات الأخرى.
وحرصا من زيد فاضل وفريقه على التعريف بالسينما العراقية، يعمد هؤلاء إلى دعم أفلام المخرجين العراقيين الشباب عبر تخصيص العديد من العروض لهم.
زيد فاضل لا زال متفائلا بأن الوضع سيتحسن، ومن هذا المنطلق، لا زالت سلسة السينما العراقية تتوسع باستمرار ويُبنى المزيد منها، ويُشجع الناس على زيارتها، لأن فيها قصصا تمتعه وتسليه وقد تفيده بإيجابية في رحلته نحو بناء بلده.