ناطحات السحاب: قصور أم سجون؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – على مدى التاريخ، خُصصت المباني العالية لأهداف رمزية، أو تذكارية، أو حتّى أسطورية. وعملت على تجسيد مفاهيم مختلفة مثل السلطة والألوهية. ولكن، لم يبدأ بناء ناطحات السحاب حتى القرن الواحد والعشرين في مدينة شيكاغو الأمريكية.
وساهم تقدّم تقنيات البناء وبراغماتية شيكاغو في تأسيس أبجديات ناطحات السحاب الحديثة.
وكان "مبنى بيت التأمين" الذي افتتح في العام 1885 من أولى ناطحات السحاب التي استخدمت الفولاذ في هيكلها. ومهّد هذا المبنى الطريق إلى ظهور مدرسة "شيكاغو المعمارية" التي جمعت بين الحداثة والزخرفة.
ولم تساهم ناطحات السحاب في تحديث الأفكار المعمارية القديمة فقط، بل ساهمت في قطاع الاقتصاد أيضاً، إذ استفاد مطورو المباني التجارية من المساحات التي أصبحت تتكدس فوق بعضها البعض بشكلٍ عمودي، ما يعني قيمةً إضافية.
وعلى عكس الولايات المتحدة، لم تطوّر أوروبا المباني العالية بغرض الربح التجاري فقط، بل لتقديم قيمة اجتماعية للسكان. وأصبحت الأبراج جزءاً لا يتجزأ من عملية إعادة الإعمار بعد الحرب. ومثلّت المباني الشاهقة مفتاحاً للهروب من ماضٍ صناعيٍ ملّوث إلى مكانٍ يتمتع بالهواء النقي والضوء الطبيعي.
ومن الغريب أن الأبراج اليوم، رغم حداثتنا نسبياً، تُوضع في قوالب تحدّ الخيال، وامكانية استكشاف فوائد جديدة لها.
لذلك، يسعى "بينالي" شيكاغو للهندسة المعمارية هذا العام إلى استكشاف احتمالات مختلفة للحياة العمودية خلال معرضٍ تحت عنوان "المدينة العمودية". ودعا المديران الفنيان شارون جونستون ومارك لي أكثر من 15 مؤسسة معمارية لإعادة استكشاف استخدامات الأبراج من خلال مجسمات ضخمة بطول 5 أمتار.
واقترحت المعمارية تاتيانا بيلباو خلال مجسمها "(ليس) برج آخر" إمكانية بناء هيكلٍ من مساحات متخصصة مختلفة ليكون الناتج النهائي عبارة عن "كولاج" مدني.
وأما استوديو سام جاكوب، فتخيل مباني شاهقة تُبنى خلال من خلال تكديس أقسامٍ مختلفة من مباني متنوعة. ويؤدي ذلك إلى العديد من المساحات والاستخدامات المحتملة، بدلاً من بناء طوابق متكررة.
تعرّف إلى أعلى ناطحات السحاب في معرض الصور أعلاه: