كيف تلعب "دموع التماسيح" دوراً بقول الحقيقة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رجل ذو خطافات حديدية بدلاً من يديه، يجسد الأبطال الذين عادة ما نراهم خلف شاشات التلفاز.. وقصة ناج من المحرقة اليهودية، "الهولوكوست،" عاش قصة حب خيالية داخل معسكرات الاعتقال النازية.. هذه فقط بعض الشخصيات التي استعان بها المصور الفوتوغرافي الوثائقي، ماكس بينكرز، ليجمّع صورها في كتابه الجديد حول الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في الولايات المتحدة، والتي اشتهرت بسبب مزجها ما بين حدود الواقع والخيال.
وقد سافر البلجيكي بينكرز في رحلة عبر البلاد دامت ستة أشهر، بهدف استكشاف ما إذا كان من الممكن توثيق عصر "الفردية المفرطة" في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقوم الأمريكيون بخلق واقع داخلي خاص بهم يخالف ما يراه بقية أفراد المجتمعات حول العالم، مثل ريتشيل دوليزال، والتي كانت الرئيسة السابقة للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين (NAACP)، وزعمت بأنها من أصول أفريقية قبل أن يعلن والداها بأنها ولدت بيضاء البشرة.
ويعتبر بينكرز البالغ من العمر 29 عاماً، من جيل مصورين وثائقيين جدد بدأوا مؤخراً استخدام أدوات وتقنيات جديدة لطالما اعتبرت "محرمة" في عالم التصوير الفوتوغرافي - مثل التلاعب بالصور لتغيير المعنى وسياق الحدث - بهدف سرد قصص وعرض أفكار، واجه المصورون التقليديون صعوبات كثيرة في إيصالها. ورغم أن غالبية المصورين الفوتوغرافيين اليوم، يذكرون أن صورهم المعدلة خضعت لتعديل أو تحريف ما، إلّا أن كتاب "هوامش زائدة،" لا يحتوي على أي تعليقات تفصل بين الصور الحقيقية والأخرى المزيفة والمعدلة.
ويحاول معرضان جديدان للتصوير الفوتوغرافي في لندن، استكشاف العلاقة المعقدة بين التصوير الوثائقي والحقيقة. أحدهما معرض "القائمة القصيرة لجائزة مؤسسة دويتشه بورس للتصوير للعام 2018،" والذي يناقش فيه المصورون المشاركين قضايا اجتماعية وسياسة، ويتشاركون في ذات الوقت مع بينكرز أسلوبه في تمثيل أعمالهم لواقع العالم.
وتعتقد منسقة المعرض، آنا دانمان، أننا نعيش اليوم في "عصر تجاوز الحقائق، ولذلك لا يمكن اعتبار أي صورة صادقة بعد الآن بسبب برامج تحرير الصور،" مضيفة أن السؤال الأهم اليوم هو: "ما هي صورة اليوم؟ وكيف ترتبط بالواقع؟"
وأما معرض "نوع آخر من الحياة: تصوير على الهامش" فيعرض صوراً التقطتها مجموعات مهمشة في ستينيات القرن الماضي، وثقت ثقافات اجتماعية وجنسية فرعية ومختلفة.
وتؤمن منسقة المعرض، لونا باردو، أنه "ليست هناك طريقة واحدة لرسم الحدود" بين الحقيقة والخيال، مؤكدة أنه وحتى المصورين الذين سعوا لتوثيق الحقيقة تلاعبوا بها، من خلال إدخال أنفسهم في القصص التي حاولوا سردها، وإضافة عناصر من وحي خيالهم. فمثلاً، المصور داني ليون، غمر نفسه في عالم سائقي الدراجات الخارجين عن القانون في ستينيات القرن الماضي، من أجل إيصال فكرة ما.