بالصور..نساء عربيات تزيُن وجوههن الوشوم لطرد الأرواح
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُمنى الأراشي فتاة شابة تنظر بسحر إلى النقاط والخطوط والرموز التي كانت ترتسم على وجه جدتها اليمنية، إذ تمثل العلامات الغنية بالمعاني والتاريخ نمطاً من الوشوم يتكرّر في المجتمعات الريفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقررت المصورة الفوتوغرافية من أصل مصري يمني، والتي تتخذ من لندن مقراً لها، أن توثق ما تبقى من هذه الممارسة، وتستكشف السبب من وراء تراجع شعبيتها.
وقضت الأراشي الجزء الأخير من العام 2017 في طريقها عبر المناطق المغربية والجزائرية والتونسية، إذ جمعت صوراً لـ100 امرأة فوق سن السبعين غالبيتهن يعملن بالزراعة والصيد.
وتقول الأراشي لـCNN: "أخبرتني إحدى النساء عن وشوم النجوم والقمر على وجهها، ومدى أهمية تلك الوشوم لتبقى على قيد الحياة،" موضحة أن "المرأة إذا لم تفهم رموز القمر والنجوم والموقع الذي تكون فيه، من الصعب عليها معرفة كيفية الزراعة."
وتقريباً، جميع النساء التي صادفتهن الأراشي أحببن الوشوم، واعتبرن أنها إحدى علامات الجمال، بطريقة مماثلة للنساء الأصغر سناً في عصرنا الحالي، واللواتي يسعين إلى التزين والتبرج.
وتُضيف الأراشي: "لقد كانت مسؤولية هؤلاء النساء، الحصول على هذه الوشوم، لحماية عائلتهن من الأرواح، الأمر الذي يرمز إلى قوة المرأة."
وتفترض الأراشي أن اختفاء وشوم الوجه، التي تقول إنها تُرسم بالحبر، والإبرة، وأوراق النخيل الحادة، يرتبط بتقلص النظام الأمومي الذي كان موجودًا في السابق في المنطقة. كما ترد الأمر إلى اعتقاد البعض بأن الوشوم "حرام" بموجب الشريعة الإسلامية.
وبينما قام عدد من المصورين والباحثين بتوثيق وشوم الوجه في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فإن الغموض ما زال يكتنف هذه الممارسة.
واستكشف مشروع بحثي في العام 2012 بتمويل من مركز "بوليتزر" وشوم الوجه بين نساء الشاوية في الجزائر، حيث وجد أن الوشوم هي بمثابة زخرفات تُستخدم للتجميل.
وتأمل الأراشي في مواصلة مشروعها في دول مثل العراق، وسوريا، والأردن، واليمن.