في أكبر حفلات عالم الأزياء السنوية.. الدين والسياسة غير مرحب بهما

نشر
5 دقائق قراءة
Larry Busacca/Getty Images
Dimitrios Kambouris/Getty Images North America/Getty Images
Anthony Harvey/Getty Images Europe/Getty Images
Katerina Jebb
Jamie McCarthy/Getty Images
6/1في أكبر حفلات عالم الأزياء السنوية.. الدين والسياسة غير مرحب بهما

كارولينا كوركوفا في حفل العام 2016.

هذا المقال بقلم آنجا أرونوسكي كرونبيرغ، مؤسسة مجلة الموضة "فيستوج." والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

محتوى إعلاني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – منذ زمن طويل، اُعتبرت الموضة وسيلة "فنية" نسائية، تتميز بأهدافها السطحية المتمحورة حول الجماليات والمظاهر فقط.. لذا، عندما افتتحت بعض المتاحف والمؤسسات العريقة أبوابها لاستقبال تصاميم أزياء أشهر المصممين، وأكثرهم تأثيراً عبر التاريخ، اُستقبل الأمر بغرابة شديدة، رغم الأرباح الطائلة التي ولدتها هذه المعروضات "الدخيلة" على عالم الفن.

محتوى إعلاني

وكان قد استقبل متحف فيكتوريا وألبرت في لندن في العام 2015، معرض "ألكساندر ماكوين: سافيج بيوتي،" ليصبح اليوم المعرض الأكثر شعبية في تاريخ المتحف بأكمله. كذلك معارض أزياء معهد الأزياء في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، والتي صُنفت عدة مرّات من بين المعارض الأكثر زيارة داخل المتحف.

ولكن، بينما يستعد المتحف لمعرضه وحفله السنوي هذا العام، والذي من المقرر افتتاحه في شهر مايو/أيار، تحت عنوان "الهيئات السماوية: الموضة والخيال الكاثوليكي،" يبدو أن تركيز المعرض هذا العام أيضاً، محصور بالجماليات، بعيداً عن السياسة، ومعارضاً لأي نوع من المواضيع الدينية والاجتماعية، بحسب قول منسق المعرض، أندرو بولتن.

وليس أمراً غريباً أن يعشق جمهور حفل الـ"ميت" الموضة، لا سيما أولئك الذين هم مستعدون للانتظار لساعات طويلة خارج المتحف من أجل استكشاف عروض مثل عرض "الصين: من خلال الزجاج المرئي" من العام 2015، والذي تضمن تصاميم ثروات صينية تقليدية مدمجة بالثقافة الغربية المعاصرة، وشهده حوالي 816 ألف شخص، حتى أصبح العرض الخامس أكثر شعبية في تاريخ المتحف. 

وكان قد صرّح بولتن لصحيفة الغارديان آنذاك، أن العرض تمحور حول "الخيال" الجماعي للصين، مصطلح، غالباً ما يرتبط ويُستخدم في عالم الأزياء، كمجاملة بقدر ما قد يستخدم أيضاً كوصف لإهانة المتورطين به.

وتميل عروض الأزياء الرائجة في حفلات الـ"ميت" للتركيز على الموضة كأنها شيء بعيد عن الحياة اليومية، متاحة ومصنوعة خصيصاً لمجموعة قليلة فقط، إذ غالباً ما تعتمد الأزياء المصممة على استخدام تقنيات صنع معقدة، مثل تصميم ملابس نصف آلية وأخرى شديدة الدقة، بغرض إبهار الحضور بالتصاميم "الخيالية" والزخارف الدقيقة والكثيرة. 

كما تحاول هذه المعارض في غالبية الأوقات، القول بأنه لا مكان للجدية في عالم الموضة، وأنه على الحضور التخلص من حقيقتهم الاجتماعية، والتمسك بالخيال. ولهذا، تكمن جاذبية هذه المعارض في قيمتها الجمالية وتركيزها على واجهتها الظاهرية والخارجية. 

ولكن، كيف يمكن فصل الإبداع عن الفكرة الثقافية أو السياسية التي أدت إليه، لاسيما عندما يكون حاله حال هذه السنة، ويتمحور حول موضوع ديني؟

ويعود معرض الـ"ميت" لزيارة موضوع "الكاثوليكية" مجدداً هذا العام، بعد أحد معارضه الأكثر شهرة من العام 1983، "مجموعات الفاتيكان: البابوية والفن." 

ويفسر معهد الأزياء، المسيحية، على أنها ما يدمج بين المقدس والدنس، حيث سيتضمن العرض هذا العام أزياء وملابس كنسية مستعارة من الفاتيكان، سيعمل عليها أمثال دور أزياء دولتشي أند غابانا، وفيرساتشي، وشانيل، وبالينسياغا، وفالنتينو، بهدف التنافس على التصاميم الأجرأ، والأجمل والأكثر إثارة للجدل.

ويتميز معرض الـ"ميت" بتوفير مساحة "مقدسة" للموضة، التي تنحصر هناك في بريقها وتصاميمها اللافتة للأنظار، وتتجرد من كل قوّاتها السياسية، أو الاجتماعية، أو الدينية الممكنة. ويعيد هذا البريق والسحر - الخالي من المضمون - والمرتبط بحفل الـ"ميت،" النظرة التقليدية القديمة، التي تنص على أن الموضة هي فن مسرحي، لا يبدع ويتلألأ سوى عند فصله عن جميع الدوافع الدينية أو السياسة أ أو الاقتصادية.

وبهذا، فإن محاولات الـ"ميت" البالية في تقليص عالم الموضة إلى عالم سطحي وجمالي فقط، هو أمر مسيء لهذا المجال وجمهوره معاً، إذ أن الموضة، سواء كانت في الشارع أو على المنصات أو في الحفلات، دائماً سياسة، وقد حان الوقت لاعتراف "ميت" بهذا الشيء.

نشر
محتوى إعلاني