كيف جلبت أزياء فريدا كاهلو السياسة المكسيكية إلى المسرح العالمي؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تميزت الرسامة المشهورة فريدا كاهلو بحواجبها الكثيفة وملابسها الملونة، حيث تجد صورها على البطاقات البريدية، ودمى الباربي، والمجوهرات. ومثل رسوماتها السوريالية، يحمل مظهر كاهلو العديد من المعاني.
وتفتخر كاهلو بعرقها المختلط، فوالدها ألماني-هنغاري ونصف إسباني، ووالدتها مكسيكية الأصل. وتعمدت كاهلو أن تجمع الأزياء التقليدية والغربية، لتخلق بذلك نوعاً آخر من صور البورتريه الذاتية.
واستطاعت كاهلو، من خلال ملابسها، أن تبني هوية عرقية وسياسية تعكس الازدواجية ذاتها الموجودة في لوحاتها، وتنقل بياناً سياسياً مهماً عن الهوية الثقافية والقومية والنسوية. كما عكست ملابسها التراث المختلط الذي يجمع بين الأقراط الفضية الاستعمارية والقلائد الأصلية من الجاديت والعقيق.
واشتهرت كاهلو في جميع أنحاء العالم، حيث تجد في صورها تاريخ المكسيك الغني.
وقال سيرس هانيستروسا المشرف على معرض " Frida Kahlo: Making Herself Up" في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، إن فريدا كاهلو خلقت أسلوبها المميز كمزيج من الموضة الكلاسيكية والأوروبية التقليدية، جنباً إلى جنب مع الآثار الأساسية لإعاقتها ومعتقداتها السياسية، مضيفاً: "نسعى إلى تقديم سياق شخصي وسياسي وثقافي لقصة فريدا كاهلو."
ولكن، مع ظهورها الأيقوني في كل مكان، لم تعد كاهلو فريدة من نوعها كما في السابق، إذ بعد وفاتها، عام 1954، أصبح الثوب مجرد ثوب، والوشاح مجرد وشاح، ما سبب خطراً على إرثها.
ويستعيد معرض "Frida Kahlo: Making Herself Up" هذه العناصر المفقودة التي تحمل معاني مختلفة تمثل شخصيتها، ويحتضن 200 قطعة من مقتنيات كاهلو، والتي تتضمن تحفاً فنية، وتنانير مطرزة بالأزهار، وقلم الحاجب، ومعاطف غواتيمالية. وتكشف هذه المقتنيات عن قدرة كاهلو في جلب سياسة الهوية المكسيكية إلى الساحة العالمية.
ويُذكر، أن كاهلو نشأت، في أسرة من الطبقة الوسطى، وكانت خزانة ملابسها تتضمن بعض الملابس التقليدية. ومع ذلك، ورغم تربيتها المميزة ، كانت كاهلو يسارية الهوى، وانضمت إلى الحزب الاشتراكي عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، ومن ثم الحزب الشيوعي المكسيكي في أوائل العشرينات من عمرها. وعلى مدى سنوات، زعمت أنها ولدت في العام 1910، وهو العام الذي بدأت فيه الثورة المكسيكية ، وكانت تعتبر نفسها "ابنة الثورة".
وخلال فترة الشباب، كانت كاهلو تحيط نفسها بالمفكرين الأحرار والاشتراكيين والمثقفين في مكسيكو سيتي. ومن بين هؤلاء كان الفنان المكسيكي الشهير دييغو ريفيرا ، الذي أصبح زوجها في العام 1929.
ولطالما اعتبرت كاهلو أن ملابسها هي مجرد طريقة أخرى لعكس المعتقدات التي اعتنقتها من خلال انتماءاتها السياسية، إذ كانت تلف أوشحة (ريبوزو) حول كتفها أم تضعها في ضفائر شعرها.
وقدّم هذه الأوشحة المستعمرون الإسبان خلال فترة كريستوفر كولمبوس، فقط ليتم إعادة صياغتها من قبل قرى الآزتيك مع تطريزاتها التقليدية وأصباغها ذات الرائحة العميقة. وارتدت أوشحة الريبوزو أيضاً العديد من نساء الثورة المكسيكية خلال بداية القرن التاسع عشر. واستخدمت نساء الثورة المكسيكية الأوشحة لتهريب الأسلحة من نقاط التفتيش الحكومية، ما ساعد على إنهاء النظام الديكاتوري الذي استمر لفترة 35 عاماً.
وسرعان، ما أصبح هذا الوشاح رمزا لنضال المكسيك من أجل الحرية، وبارتداء الوشاح، كانت كاهلو تبرز تقديرها للنساء قبل الاستعمار وما بعد الثورة على حد سواء.