سعودية تصمم عباءات عصرية للرياضة وقيادة السيارات
تقرير: غزل صلاح
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شغفها ممارسة الرياضة، ولطالما أرادت أن تمارس شتى أنواع النشاطات في الهواء الطلق، ولكن عباءتها لم تسهل عليها الأمر، إذ قررت في العام2007 ، أن تبتكر تصميماً يتناسب مع توقها للحركة.
واليوم، وبعد رفع الحظر عن قيادة النساء السعوديات للسيارات، استطاعت مصممة الأزياء السعودية، إيمان جوهرجي، أن تقود سيارتها بنفسها إلى شاطئ جدة، لتستبدلها فيما بعد بدراجة حتى تمارس التمارين الرياضية.
وما يميز هذه العباءات هي أن أقمشتها ذات جودة عالية، ويتألف بعضها من قطن عضوي، كما أنها تتضمن شرائط عاكسة للضوء حتى تضمن سلامة الشخص ليلاً. ومؤخراً، أضافت جوهرجي أقمشة رياضية خاصة بامتصاص العرق.
وبالنسبة إلى الألوان، فمن المعروف أن اللون الأسود يمتص أشعة الشمس، إذ أوضحت المصممة السعودية: "نحن نعيش في بلد حار ومشمس، لذا، تعد الألوان الفاتحة خياراً جيداً."
وتأخذ العباءات شكل سروال واسع لا يكشف عن القدمين، حيث تسنح للنساء أداء مناسك العمرة والحج، وممارسة التمارين الرياضية المختلفة، مثل المشي، والجري، والتسلق، والتنس، وكرة الطائرة، وكرة السلة، والطائرة الشراعية، وركوب الخيل، وقيادة الدراجات والسيارات.
كما تحمل عباءات جوهرجي تفاصيل ولمسات خاصة، فهي تتضمن جيوباً على غرار العباءات التقليدية، إذ بإمكان المرأة أن تضع هاتفها ومحفظتها في جيبها، أثناء ممارستها الرياضة، دون أن تحمل حقيبة يدها.
وتجد في تصاميم جوهرجي مزيجاً من الموضة العالمية وتراث المملكة، حيث تستخدم ألواناً مختلفة وملصقات من الأشكال المتنوعة. وأوضحت أنه "من المهم أن أستمر تحت مظلة الموضة وضمن الإطار العام لـ2018."
وتتطلب العباءات الرياضية البسيطة يوماً كاملاً، أي حوالي ثماني ساعات. وإذا كانت تتبع العباءة تصميماً معيناً، فهي تحتاج إلى يوم أو أكثر لإنهائها.
وقالت جوهرجي "تعرضت للانتقادات في أول الطريق وهذا أمر طبيعي، فمجتمعاتنا العربية تنتقد كل ما هو خارج عن المألوف في البداية، ومن ثم تبدي إعجابها"، موضحة أن عباءاتها لاقت رواجاً بين الأمهات والموظفات.
وأشارت جوهرجي إلى أن "ابتكار شيء من العدم والابداع فيه هو تحدٍ بحد ذاته، خاصة إذا تعلق الموضوع بالخروج عن تصميم العباءة التقليدية وجعلها عصرية بشكل أكبر."
وأعربت المصممة السعودية عن رغبة العديد من النساء في الاستمرار بارتداء العباءات التقليدية لأنها بمثابة رمز لثقافة البلاد، بشكل يُشبه ارتداء الهنود لزيهم التقليدي، المعروف بالساري.
وترى جوهرجي أنه "كدولة سعودية، من المهم مشاركة الطاقم النسائي في أنواع مختلفة من التمارين الرياضية، إذ لا يجب أن يتحول الزي إلى عائق لها. فبإمكان العداءة الماهرة، على سبيل المثال، أن تستمر في ممارسة رياضتها المفضلة مع الحفاظ على حشمتها وهويتها كامرأة مسلمة."
وتتمنى جوهرجي أن تصمم لفرق النوادي النسائية وتلبي احتياجاتهن، خاصة النساء اللاتي سيشاركن في الأولمبياد. وهي ترغب بأن تشعر النساء بالراحة أمام جمهور فيه رجال.
ونصحت جوهرجي رواد الأعمال بعدم العمل من أجل إتمام ساعات العمل فقط أو الحصول على راتب، قائلة: "اعمل ما تحب وأحب ما تفعله حتى تتمكن من الإبداع والإنتاج في مجالك."