ارتدتها الفراعنة في الماضي وأهم شخصيات هوليوود اليوم.. ما سر جاذبية "طبعة" جلد الفهد؟

نشر
4 دقائق قراءة
Courtesy Everett Collection
Courtesy Everett Collection
Courtesy Everett Collection
Courtesy Everett Collection
Courtesy Everett Collection
Penny Lane Photography
Stephen Boitano/Everett Collection
Courtesy Everett Collection
8/1الممثلة روزاليند راسل ترتدي ثوب حرير من تصميم دار الأزياء غالانوس في جلسة تصوير ترويجية في العام 1967.

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في صورة بالأبيض والأسود من خمسينيات القرن الماضي، تظهر المغنية والممثلة إيرثا كيت مرتدية زياً بطبعة جلد الفهد.. يملؤها التحدي والثقة بالنفس، بينما يجلس بجانبها – بكل بساطة – فهد مربوط بسلسلة حول عنقه.

محتوى إعلاني

لا شك، بأن هذه الصورة الأيقونية تبدو واضحة في ذهن كل من رآها، لا سيما راقصة البورليسك جو ويلدون، والتي رأتها منذ أكثر من ثلاثة عقود، وبدأت رحلتها في عالم البحث عن أسرار "جلد الفهد" وتاريخه. 

محتوى إعلاني

بعد عدة أعوام من الأبحاث المكثفة، استطاعت ويلدون أن تجمع نتائجها في كتاب جديد بعنوان "شرس: تاريخ طبعة جلد الفهد،" والذي تقوم من خلاله بعرض أصول، ومراحل تطور، واستخدامات، وتغيرات أحد أكثر "أنماط" و"طبعات" الموضة انتشاراً في التاريخ.

وتقول ويلدون في مقابلة عبر الهاتف مع CNN، إن كيت كانت نقطة انطلاق لأبحاثها، حيث أنها انبهرت بها في طفولتها، مضيفة: "بدت رائعة في أزيائها، وكأنها شخصية قوية. ولكنها كانت أيضاً امرأة بشخصية جوهرية. بالنسبة لي، المطبوعات على أزيائها هذه كانت تربط الأمرين معاً."

وتشرح ويلدون أن زخارف وطبعات جلود الفهد – والسنوريات إجمالاً – استخدمت منذ قرون عدة للدلالة على السلطة، والاستقلالية، والثقة، مؤكدة: "لطالما اعتبرت الفهود حيوانات شرسة ومرنة للغاية. أعتقد أن الناس يشعرون بأن لديهم صلة بدائية معها."

وقد لعبت هذه الحيوانات تاريخياً دوراً بارزاً في فنون التصوير الأيقونية بجميع أنحاء العالم. ففي تمثال "امرأة كاتالهويوك الجالسة" مثلاً، الذي يعود إلى العام 6000 آلاف قبل الميلاد، تظهر شخصية نسائية واضعة ذراعها على فهد بجانبها، فضلاً عن ظهور العديد من الأميرات والآلهة المصرية بطبعة جلد الفهد.

كما تفسر ويلدون أيضاً أنه خلال القرنين الـ18 والـ19، كانت ترمز الملابس المصنوعة من فرو السنوريات للثروة والمكانة الاجتماعية، مضيفة أن ذلك اختلف في عشرينيات القرن الماضي، بعدما انتشر الإنتاج بكميات كبيرة، وأصبح تصنيع الملابس والأقمشة أسرع وأسهل، ما جعل توفر طبعات السنوريات أسهل، لتصبح بعد ذلك صيحة عصرية.

وقد مرت سمعة طبعات الفهود والسنوريات بتغيرات عدة منذ ذلك الوقت، حيث تحولت من لباس استفزازي، إلى مبتذل، وخطير، ومثير، حتى أنها في أحد مراحلها أصبحت تعتبر زياً رخيصاً ترتديه النجمات اللواتي يُعرفن بالسمعة السيئة.

ومع ذلك، فإن هذه الإشارات لم تمنع من دخول الطبعة هذه عالم الأزياء الفاخر، إذ قام في العام 1947 مصمم الأزياء الفرنسي كريستيان ديور، باستخدام الطبعة على القماش بدلاً من استخدام الفرو الحقيقي، لأول مرة على مدرجات منصات الأزياء الفاخرة، ما دفع العديد من أيقونات الموضة والأناقة إلى ارتدائها، أمثال جوزفين بيكر، وإليزابيث تايلور، وجاكي كينيدي وإيدي.

أما في العقود الأخيرة، فقد ظهرت العديد من نجمات هوليوود وعالم البوب بأزياء تعتمد طبعة الفهود والنمور البارزة، من بينهن بيونسيه، ونيكي ميناج، وغوين ستيفاني، بالإضافة إلى شخصيات بارزة مثل آنا وينتور وميشيل أوباما.

وتقول ويلدون إن طبعة الفهد تأثرت بالعديد من الاتجاهات المختلفة لأنها قابلة للعديد من التفسيرات، إذ يمكن أن تظهر على أنها محايدة وهادئة بجانب ألوان أخرى أكثر جرأة، ويمكنها أن تبرز أيضاً بتلقاء نفسها بشكل مثالي، مضيفة: "في جميع حالاتها، الأنيقة، والطائشة، والفاخرة، والمتمردة، والمثيرة، تقوم طبعة الفهد بلفت الأنظار. لا يمكنك تجاهلها، سواء أحببتها أم كرهتها. ولهذا السبب لا تزال مهمة جداً في الثقافة العامة."
 

نشر
محتوى إعلاني