من طفولة عديمة الألوان إلى تصاميم عالمية زاهية.. ما هي قصة هذه المصممة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تصدرت المصممة الأشهر في الصين، غو باي، عناوين الأخبار في العام 2015 بعد أن حضرت مغنية البوب، ريهانا، حفل "ميت غالا" وهي مرتديةً فستان أصفر اللون من تصميمها. ولكن، رغم تصاميم قطعها الزاهية والغنية، هل تصدق أن طفولة غو باي كانت خالية من الألوان؟
نشأت غو باي خلال فترة الثورة الثقافية في الصين، ولذلك، كانت تجاربها الأولى مع الموضة بعيدة عن الألوان، إذ تشرح المصممة في كتابها الجديد، "Guo Pei: Couture Beyond"، أن فكرة استخدام الأقمشة الحريرية اللامعة كانت أمراً لا يمكن تخيله في وقت تكونت به ملابسها من أقمشة باهتة اللون، ومصنوعة من القطن الخشن.
ومع ذلك، كانت غو مفتونة بحكايات جدتها التي كانت تستحضر ذكريات الأثواب الإمبراطورية، والفساتين التي زُينت بفراشات حقيقية وزهور الفاوانيا خلال الأعوام الأخيرة من سلاسة تشينغ التي حكمت آنذاك.
وتقول المصممة في كتابها: "كل ليلة، عندما كنت في الرابعة أو الخامسة من عمري، كانت توصف لي الفساتين التي ارتدتها النساء في الأيام الخوالي، وكنت أتخيلها قبل أن أنام"، مضيفة: "كانت تخبرني عن طريقة استخدامها للخيط لتطريز الزهور على ملابسها. وفي ذلك الوقت، لم تكن هنالك صور، ولكن، كان خيالي يعمل بحرية".
ومهدت تلك المخيلة الخصبة الطريق لمهنة مشرقة أمام غو باي في عالم الأزياء. كما ألهمت تصاميمها أيضاً مجموعة التصوير التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، "Howl Collective"، لإنتاج 13 صورة مسرحية لكتابهم المقبل.
واُلتقطت الصور الخيالية في ولايتي جورجيا وكارولاينا الجنوبية الأمريكيتين. وتستكشف الصور مواضيع مختلفة مثل، الشرق والغرب، والماضي والمستقبل، والحلم والواقع.
وفي حديث عن مواقع التصوير، قال المخرج الإبداعي للمجموعة، جيم ليند، عبر مكالمة هاتفية مع CNN: "خرجنا بتصاميم غو باي إلى البر بحثاً عن تأثيرات خيالية في العالم الطبيعي"، إذ يضيف ذلك المزيد من الواقعية للصور.
وبنى ليند وفريقه لوحة قصصية مستوحاة من تصاميم غو، وأنماطها المزخرفة، وتقنياتها في الخياطة، حيث تظهر في إحدى الصور مثلاً، عارضة أزياء مرتدية فستاناً يشبه شكل الفطر وهي تنظر إلى نفق أمامها، وذلك في إشارة إلى قصة "أليس في بلاد العجائب."
كما ألهمت تصاميم غو مواقع التصوير المختارة أيضاً، إذ اُلتقطت صورة لثوب أبيض وأزرق ذات شكل ديناميكي، أمام منارة مع خلفية أمواج متلاطمة.
وتتميز تصاميم غو بالرموز الصينية القديمة مثل زهرة اللوتس، التي تمثل نقاء العقل والروح، بالإضافة إلى نمط الجبال والأمواج التي كانت تزين في الكثير من الأحيان أطراف أثواي المحكمة الملكية.
وتعتقد غو أنه ليس من الضرورة أن تكون الموضة عن الحاضر، فهي تهتم بالمعنى وراء التفاصيل، إذ مضيفة: "التطاريز والزخارف التي تراها على ملابسي لديها قصص ورائها".
استكشف تصاميم غو باي في معرض الصور أعلاه: