سريالية مطلقة.. داخل عالم فنون التصوير تحت الماء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- طفل عار لا يتخطى عمره بضعة أشهر، يسبح في مياه زرقاء باتجاه عملة دولار ورقية.. صورة، لا شك بأنها محفورة في دماغ كل محب للموسيقى، لا سيما موسيقى الروك الأمريكي.
هذه الصورة الأيقونية كانت غلاف ألبوم فرقة الروك الأمريكية نيرفانا، "نيفيرمايند"، والذي أطلق في العام 1991، وباع أكثر من 30 مليون نسخة منذ ذلك الحين. اليوم، تُعتبر هذه الصورة المميزة، أحد أفضل الصور الملتقطة تحت الماء في التاريخ.
ولكن، لم يكن التقاط الصورة هذه بسهولة تذكرنا لها منذ لحظة رؤيتها، إذ لم تكن مجرد لقطة رُمي فيها سبينسر إلدن، المعروف أكثر بلقب "طفل نيرفانا"، داخل المياه في أحد برك السباحة في جنوب كاليفورنيا، وإنما كانت لقطة خطط لها المصور الفوتوغرافي كيرك ويدل لأيام كثيرة.
وكتب ويدل عن حادثة تصوير اللقطة على موقعه الإلكتروني قائلاً: "بما أن تصرفات الأطفال لا يمكن التنبؤ بها في جلسات التصوير، عملت على العديد من اللقطات التدريبية مسبقاً، باستخدام دمية. عندما شعرت أنني تمكنت من اختيار إطار صحيح وإضاءة جيدة، قام أهل الطفل بوضعه داخل المياه".
قد يعجبك أيضاً.. كنوز تحت الماء..صور مذهلة للحلم الأمريكي من أعماق البحار
وقد يذكرنا موضوع التصوير الفوتوغرافي تحت الماء بالكاميرات الصفراء المحمية بالبلاستيك، والتي كنّا نستخدمها خلال رحلات البحر الصيفية في طفولتنا. ولكن، ليس بالنسبة للمصورين الفوتوغرافيين والفنانين الذين سيطر عنصر المياه على عقولهم، وبالتالي أعمالهم منذ زمن طويل.
أول صورة التقطت تحت الماء، كانت صورة ضبابية للحياة المائية، التقطها وليام طومسون في العام 1856، والذي لم يضطر للغوص الفعلي لالتقاطها. ولهذا السبب، يُعتبر عالم الأحياء البحرية الفرنسي، لويس بوتان، أول رائد في مجال التصوير تحت الماء، لأنه كان أول من غطس في المحيط للالتقاط صورة تحت الماء، مسلحاً نفسه بكاميرا اخترعها بمساعدة شقيقه أوغست.
وبعد تطرق العديد من الوثائقيين لعالم التصوير الفوتوغرافي تحت الماء، والذين أرادوا توثيق الحياة البحرية لمن هم على سطح الأرض، سرعان ما انتشر هذا النوع من التصوير إلى داخل استديوهات وورش عمل المهتمين بجماليات الصور وليس فقط بمضمونها.
منذ ذلك الحين، تطور التصوير تحت الماء ليصبح بمثابة فن خاص بحد ذاته، وأصبحت المصورتان الفوتوغرافيتان باربرا كول وكريستي لي روجرز اليوم، من أبرز الفنانين في هذا المجال، واستخدمتا المياه كأداة فنية للتلاعب بالواقع.