ضريح ميجي في اليابان.. موقع زفاف يليق بأميرة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن زفاف الأميرة أياكو لا يُعتبر ملكياً، حيث قامت بالتخلي عن لقبها للزواج من شخص من "عامة الشعب"، إلا أن موقع زفافها ما زال يحظى بأهمية رمزية بالنسبة إلى أقدم ملكية في العالم.
وافتتح الضريح ميجي في العام 1920، وهو مكرس للأرواح المؤلهة للجد الأكبر لأياكو، الإمبراطور ميجي، وزوجته الإمبراطورة شوكن بعدما توفيا بين العامين 1912 و1914. وتحيط بالضريح أشجار السرو والنحاس، وذلك لتخليد دور ميجي كمجدد قام بفتح اليابان للغرب في النصف الثاني من القرن الـ19.
ومن شدة تقديس البلاد لإمبراطورها السابق، قام العديد من الأشخاص في اليابان بالتبرع بنحو 100 ألف شجرة أثناء بناء هذا النصب التذكاري. ولا تزال العديد من تلك الأشجار تقف في حديقة "يويوغي" اليوم، والتي يتواجد فيها الضريح.
ومثل العديد من الأضرحة حول اليابان، بني ضريح "ميجي" بأسلوب معماري يُدعى "ناغاري زوكوري"، وهو تصميمٌ يتميز بأسقف غير متماثلة تمتد إلى الأعلى في زوايا مدببة. وتقوم بواباتها بالفصل بين ما هو مقدس ودنيوي.
ويضم المجمع الذي تبلغ مساحته 175 فداناً مجموعة متنوعة من الهياكل العملية والرمزية، والتي تتضمن منطقة للقيام بطقوس تطهيرية، بالإضافة إلى مطبخ مقدس يستخدم لتقديم قربان الطعام.
كما يتضمن المجمع أيضاً أحد المتاحف التي تعرض الممتلكات القديمة السابقة للإمبراطور، بالإضافة إلى جداريات تعرض بعض المشاهد من حياته.
وتتميز المباني ببساطتها المعمارية، ورغم أن هذه الجماليات ترتبط عادةً بالعمارة اليابانية التقليدية، إلا أن تصميم ضريح ميجي كان يُنظر إليه كمعلم رائد آنذاك باعتباره اتجاهاً جديداً، وقال الأستاذ المساعد في الدراسات اليابانية في جامعة أوسلو، أيكي روتس: "عندما تنظر إلى الأضرحة التي تعود إلى القرنين الـ17 والـ18، فهناك العديد من النقوش المعقدة والملونة للغاية".
ولكن فجأةً، أصبحت هذه التصاميم الخشبية البسيطة وغير الملونة والعديمة النقوش "النموذج الجديد" للأضرحة الأخرى في البلاد.
ورغم حداثته، لا يزال الضريح مليئاً بالطقوس، إذ يطلب من زواره، الذين يبلغ عددهم 10 ملايين شخص كل عام، تقديم احترامهم عبر الانحناء عند هيكل الـ"توري" قبل المرور، ومن ثم الانحناء مرتين والتصفيق مرتين والانحناء مرة أخرى لدى الوصول إلى المبنى الرئيسي للضريح.
وعلى غرار المواقع الملكية التي تستخدم لإقامة حفلات الزفاف حول العالم، مثل دير "وستمنستر" في لندن والقصر الملكي في استوكهولم، فإن ضريح ميجي يمكن استخدامه من قبل عامة الشعب.