"الأم والابن".. صور للحظات حميمية بين لاعبي كمال الأجسام وأمهاتهم بمصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في إحدى صوره، يلتقط الفرنسي، دينيس دايلوكس، صورة لأمٌ تتجلى على وجهها علامات الزمن بينما يتمدد ابنها المفتول العضلات على حضنها. وفي صورةٍ أخرى، يجلس شابٌ بجانب والدته واضعاً يده على رأسها ليقبل جبهتها بحنان. ما هي الرسالة التي تنقلها هذه الصور؟
ولد المصور دينيس دايلوكس في عام 1958 بمقاطعة تدعى "أنجيه" في فرنسا. ولكنه انتقل للعيش في القاهرة منذ 9 أعوام. وتعد أعماله بمثابة تكريم للشعب المصري الذي "وقع في حبه" منذ زيارته الأولى قبل 25 عاماً.
ودفعه شغفه تجاه الأشخاص إلى اختيار الـ"بورتريه" كوسيلته المفضلة في تمثيل الأشخاص الذين يشعر بالحاجة إلى التقرب منهم.
ويتبين أسلوبه في العديد من أعماله، ومن ضمنها سلسلة الصور التي التقطها في مصر، بعنوان "الأم والابن".
وتُعتبر هذه السلسلة عملاً شخصياً للمصور، فقال في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: "لقد كانت لدي هذه الفكرة منذ زمنٍ طويل، ولكنني كنت خائفاً من البدء فيها لأنها بمثابة أكثر سلسلة شخصية بالنسبة لي".
وتُبين سلسلة الصور هذه أمهات برفقة أولادهم من لاعبي كمال الأجسام في أجواءٍ حميمية داخل منازلهم.
وعن سبب اختياره لالتقاط صور لاعبي كمال الأجسام دون غيرهم، قال دايلوكس إن الصور تتحدث عنه وتعكس مشاعره بشكلٍ أكبر، وشرح ذلك قائلاً: "قررت أنني أريد أن أقوم بهذه السلسلة مع الذكور الذين يعتنون بأجسامهم لأنه لدي خوف كبير من هلاك جسدي".
ولكن في الوقت ذاته، يرى المصور أن سلسلته، والتي التقطها في مدينتي القاهرة والإسكندرية، تستكشف "الحب المطلق" الذي يكنه هؤلاء الأبناء لأمهاتهم.
ويتضح ذلك في إحدى القصص التي استذكرها المصور أثناء عمله على مشروعه، ففي أحد المقتطفات في كتابه "الأم والابن"، ذكر دايلوكس قصة الشاب جورج الذي يعيش في حي شبرا، الذي يتواجد فيه أكبر مجتمع قبطي في القاهرة. وفي كتابه، قال جورج: "إن أمي هي جزء مني"، فعندما كان يتعرض للتنمر في المدرسة أثناء طفولته، شجعته والدته على بناء عضلاته ليتمكن من الدفاع عن نفسه.
وبالإضافة إلى الحب، قال المصور أيضاً إنه أراد التحدث عن "السلطة التي تتمتع بها الأمهات تجاه أبنائهن".
وأثناء تجهيزه لتصوير حلاق يُدعى أحمد مع والدته في الإسكندرية، قام الحلاق بالركوع عند قدمي والدته وتقبيل يديها، ولكنها "ظلت خالية من التعابير، وراضية، وسامية"، وفقاً للكتاب.
ومع أن التقاط دايلوكس للصور كانت عملية سلسلة بشكلٍ عام، إلا أنه كان من "الصعب جداً" العثور على أشخاص يثقون به، وفقاً لما قاله.