بالصور.. رسام يحول مشاهد الحرب المؤلمة في العالم العربي إلى لحظات سعيدة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد أن سأم من مشاهدته لصور الحرب المروعة على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، قام الرسام مرشد ميشو من بنغلاديش بإعادة تخيّل صور ضحايا الحرب التي لم يستطع أن ينساها، وبدأ في تحويلها إلى لحظاتٍ سعيدة. ومن هنا، ولدت سلسلة رسوماته، "تحدي السعادة العالمي"!
وبدأ ميشو الرسم منذ طفولته، حيث كان يقوم بنسخ رسومات القصص المصورة مع شقيقه عبدالله. وباشر البنغالي الرسم بشكل احترافي في العام 2012، عندما انضم إلى مجلة "Unmad" لرسومات الكرتون في بنغلاديش، حيث يعمل فيها الآن كمحرر مساعد.
وقد تكون صادفت إحدى أعمال الرسام عبر الإنترنت، إذ أصبحت رسوماته الكرتونية، من سلسلة "تحدي السعادة العالمي" (The Global Happiness Challenge) الخاصة به، متداولة بكثرة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ومنصات الإعلام في بنغلاديش وحول العالم.
وفي هذه السلسة، يقوم الرسام بإعادة تخيّل صور ضحايا الحروب ليحولها إلى صور محملة بالسعادة والتفاؤل.
وشرح مرشد، الذي يبلغ من العمر 25 عاماً، أن فكرة السلسلة جاءت من رؤيته لصور ضحايا الحرب التي تم تداولها بكثرة في مقدمة هذا العام، والتي أثرت عليه بشدة، فقال: "لم أتمكن من تقبل هذه القسوة، ولذلك، حاولت ألا أنظر إلى تلك الصور. ولكن لم ينجح ذلك، حيث استطعت إبعاد هذه الصور عن عيني، ولكني لم أستطع إبعادها عن ذهني".
وبعد نوبات قلق وليالي بلا نوم، سأل الرسام نفسه: "أنا لا أرغب في مشاهدة هذه القسوة، فماذا أريد أن أرى؟" وأجاب على ذلك قائلاً: "أريد أن أراهم يبتسمون. أريد أن أرى الناس وهم سعداء".
وتمثل الرسمة الأولى في سلسلته إعادة تخيّل لصورة أب يهرب فزعاً مع ابنته بين يديه من شوارع حي وادي حجر في العراق، التي تحولت إلى ساحة معركة بين مقاتلي تنظيم "داعش" والقوات العراقية، وفقاً لمجلة "تايم" الأمريكية.
وقام ميشو باستبدال ملامح الرعب الشديد على وجههما بابتساماتٍ مشرقة، كما استبدل الحطام المحيط بهما بحديقة خضراء. وأضاف الرسام بالوناً أحمر اللون تحمله الطفلة في يدها.
وقام الرسام أيضاً بإعادة تخيّل صورة الطفل السوري عمران التي تم تداولها بكثرة.
وبدلاً من وجهه الملطخ بالدم وغبار الأنقاض التي أُنقذ منها، رسمه ميشو وهو يجلس على كرسيٍ بسعادة ويقرأ كتاباً "ويضيع في عالمٍ خيالي" بجانب حقيبته المدرسية.
وأعاد الرسام أيضاً تخيل الصورة الأيقونية التي التُقطت للفلسطيني المقعد، صابر الأشقر، وهو يقذف الحجارة على القوت الإسرائيلية في غزة، ليستبدلها بالرجل ذاته وهو يصطاد السمك بسلام وسعادة أمام بحيرةٍ زرقاء.
ويؤكد ميشو أن سلسلته لا تتعلق بمنطقة معينة في العالم أو ديانة محددة، بل هي تتمحور حول "ألم الناس وقيمة الحياة".
ولمست رسوماته العديد من الأشخاص، كما أنها أعطتهم الأمل، وفقاً لما قاله مرشد. وعبر الرسام عن مشاعره تجاه ردود الفعل هذه قائلاً: "لمس قلوب الأشخاص هو أكبر إنجاز لأي فنان. ولا يحظى العديد من الفنانين بفرصة رؤية أعمالهم وهي تُقدر وهم أحياء، ولذلك، أنا أعتبر نفسي محظوظاً".
وإلى الآن، رسم ميشو 9 أعمال، ويأمل الرسام في إنتاج المزيد.