بعد قضية اغتصاب.. فنانة تعالج صدمتها باستخدام الرقص
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تجلس روز مكغوان على الأرض بثبات وسط كنيسة فارغة، بينما يخرق صوت شهيقها وزفيرها صمت المكان في فيلمها، "إنديسيجون 2"، الذي تصل مدته إلى 9 دقائق و9 ثوان.
يدخل رجل إلى المشهد خلفها ويبدأ بالرقص في روتين رياضي ذكوري مسيطر، فتحدق الراقصة به بكل تمعن وتبدأ بتحريك يديها ببطء بينما يرقص الرجل حولها، ولكن ذلك الروتين لا يستمر على شكله النمطي، ففي اللحظة التي يصل الرجل فيها إلى قمة الحماس تقف مكغوان وتتجه نحوه وتصفق بيديها، فيبدأ رقصه بالتحول إلى شيء أكثر ضعفاً وكأن سلطته في الرقص تتلاشى.
وقالت الراقصة إنها أحست بالحرية لأنها لم تكن ملزمة "بالحوار أو العلامات"، كما رأت أن ذلك قدّم لها "علاقة مختلفة" مع الكاميرا بالمقارنة بالعلاقات السابقة التي أسستها خلال السنوات الماضية.
ويعد هذا الفيلم الغنائي للفنون من الأفلام الأحدث في سلسلة من المساعي الإبداعية التي اتبعتها مكغوان منذ أن اتهمت المنتج هارفي وينستين بالاغتصاب، ما جعلها تنأى بنفسها عن عالم هوليوود، ولكنها نشرت، في وقت سابق من هذا العام، ألبوم "بريف" الذي يتحدث عن ذكريات طفولتها وفضيحة وينستيين.
ولفتت مكغوان إلى أنها كانت في بيئة يتعين على شخص آخر أن يسمح لها "بالابتكار"، مضيفة: "هنالك شيء ما يتعلق بأخذ زمام الأمور بنفسك وقول لا، فأنا فنانة بالكامل ويمكنني القيام بذلك (الابتكار) بنفسي".
ورأت الراقصة أن هوليوود "تحجز" مصطلح فنان لبعض الممثلين، بينما يصنف الآخرون كـ"سلعة"، كما أوضحت أن ذلك هو الشيء الذي قيل لها، إلا أن ذلك "تغير في يوم من الأيام"، إذ لاحظت أنها "فنانة وليست سلعة" وليس بمقدور أحد أن يحدد هويتها.
وتعد عائلة مكغوان منخرطة بالفن، إذ يعمل والدها في مجال الفنون العليا بينما تعمل واحدة من أخواتها في معرض "هوسير أند ويرث" الدولي، في حين يعمل افراد من عائلتها بإدارة معرض في مدينة دنفر.
بدوره قال مؤسس معرض "هيست" في لندن إن انضمام مكغوان لم يكن مرتباً مسبقاً، إذ كانت قد عادت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد يوم من إلقاء القبض على وينستين حين "سألها إن كانت تريد أن تكون في موقف يسمح لها بالتعبير عن نفسها جسدياً فيما يتعلق بالصراع الداخلي الذي أحست به".
وأشارت الراقصة إلى أن العرض كان "نوعاً من أنواع العلاج والتفريغ"، كما رأت بأنه كان بمثابة خطوة ثانية باتجاه معالجة الصدمة التي أحست بها بعد أن أفصحت عما فعله وينستين.