بين الفن و"المحرمات".. لماذا اختارت هذه الفنانة السورية نحت ثدي المرأة؟

نشر
3 دقائق قراءة
تقرير غزل صلاح
Credit: maldasmadi / instagram

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما كانت تميل إلى الفن منذ الصغر، ولكن فكرة أن هذا المجال لا يُطعم خبزاً ولا يدفع الفواتير، قد دفعها إلى الفراق عن حبها وشغفها. ولكن، لم تدم فترة الانفصال طويلاً، إذ لاحظت الفنانة السورية، ملدا صمادي، حاجتها إلى إيجاد المنفذ الإبداعي، الذي يصعب الوصول إليه من خلال الأعمال الرقمية والتجارية.

محتوى إعلاني

وباعتبار أن الفن هو مجال غير محدود، لاحظت الفنانة السورية أن العديد من الأشخاص يعيشون حسب القواعد، ولكن الفن وحده يتمكن من تعطيلها. وبدورها، استخدمت صمادي الطين كسلاح لمحاربة الصورة النمطية حول خطوط المحرمات في أجساد النساء، خاصة ثدي المرأة.

ولم تكن سلسلتها الفنية "!Omg Boobies" مخططة، وإنما بدأت كرحلة استكشاف من خلال تحويل ثدييها إلى منحوتات ثلاثية الأبعاد. وبعد أن أعرب بعض الأصدقاء عن اهتمامهم في شراء أعمالها، قررت صمادي أن تصمم منحوتات طينية واقعية، استلهمتها من شخصيات حولها.

ولم تتعمد صمادي أن تكسر المحرمات، بل حاولت أن تجعل الحديث عن العُري من خلال هذه الأعمال نقاشا طبيعيا، فحاليا غالبا ما يتخذ الحديث في هذه الموضوعات أبعادا "محرمة". وفي حديث الفنانة السورية مع موقع CNN بالعربية، أوضحت أن بعض النساء يشعرن بالإحراج عند الكشف عن "عيوبهن" الناجمة عن الأمومة، على سبيل المثال.

وكل تمثال تُصممه صمادي، هو في الواقع نُحت بحسب شكل أثداء نسائية حقيقية، مشيرة إلى أن العديد من هؤلاء النساء شعرن بالإحراج أو الخجل. ومن هنا، سلطت الفنانة السورية الضوء على الفرق بين هاتين الكلمتين (محرج أو خجول)، كون إحداهما تأتي من شعور النساء بالعار، والأخرى نابعة من الخجل.

 

وبعد أن تناولت وسائل الإعلام سلسلة أعمال "!Omg Boobies"، لاحظت أن عملها وُصف ضمن إطار "المحرمات" أو صُنف بالـ"أمر الصادم"، مع التركيز على زاوية "العُري في الشرق الأوسط". وقالت صمادي إن هذا قد أوضح كيف يمكن لأمر بسيط أن يتلقاه بعض الأشخاص بطريقة معقدة جداً.

ولا ترى صمادي أن في هذه الأعمال أي دعوة للعري وإظهار المفاتن وغيرها، وإنما التركيز من قبلها هو النقاش الطبيعي في هذه الأمور كغيرها من الموضوعات الفنية التي يتم الحديث فيها.

وتعتقد الفنانة السورية أنه يمكن الحديث عن العُري في الأماكن العامة، دون أن يُربط بالجنس والمُحرمات. وبذلك، تسعى صمادي إلى أن يكون للنساء بصمة ووجود أكبر في أعمالها، بالإضافة إلى الحصول على درجة الماجستير في الفنون المرئية خلال العامين القادمين.

نشر
محتوى إعلاني