من بيوت الدعارة إلى السلالم الحلزونية..هذه سنغافورة "غير المرئية"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ألوان مبهجة، وتركيبات مرحة، وهندسة تدمج بين الماضي والمستقبل، ميزات دفعت المصور الفوتوغرافي المعروف باسم نغوان، إلى التقاط العديد من الصور لسنغافورة، والتي تُظهر المدينة كواحدة من بلاد العجائب الحالمة، ما قد يعكس إلى حد ما رؤية المصور لمسقط رأسه كمكان عالي الأداء ولكنه عقيم.
وقال نغوان في مقابلة مع CNN عبر الهاتف: "سنغافورة نظيفة وفعالة، لكنك لا تشعر بأي شيء عندما تفكر في البلاد،" مضيفاً: "أردت أن تبدو سنغافورة، وكأنها قصة خيالية مصورة."
وبعدما أنهى دراسته لصناعة الأفلام في الولايات المتحدة في عام 2007، هدف المصور إلى التقاط زوايا مهملة في سنغافورة، من مراكز الباعة المتجولين، إلى السلالم الحلزونية الملونة بالباستيل.
وباستخدام كاميرا أفلام من التسعينيات، جمع نغوان بين تقنيات التصوير الوثائقي وجماليات تصوير الأزياء. وظهرت صوره التي تشبه الحلم في كتابين للصور تم بيعهما في الخارج، في معارض التصوير الدولية.
وبينما قد يبدو منتجع "مارينا باي ساندز" الشاهق من بين أكثر الرموز التي يمكن التعرّف إليها في سنغافورة، ولكن نغوان أراد تصوير جانباً مختلفاً من البلاد، أي المدينة التي تمثل حياة الناس اليومية.
ووفقاً لأبحاث حكومية، تعيش نسبة أكثر من 80٪ من سكان البلاد في مناطق سكنية عامة. وغالبيتهم يتواجدون في مناطق تعرف باسم المناطق القلبية، وبلدات الأقمار الصناعية في ضواحي المدينة، وهي الأماكن التي يركز عليها نغوان عمله بشكل كبير.
وقال نغوان إنه مغرم بشكل خاص بتصوير الممرات في المجمعات السكنية العامة، لأنها تحتوي على أدلة على الحياة المعقدة التي تتكشف داخلها، موضحاً أنه يمكن النظر إلى كل هذه الأمور على أنها أعمال صغيرة من التمرد اللطيف، واصفاً سنغافورة كمدينة مراهقة تدمج ما بين الماضي والمستقبل.
وأشار نغوان إلى أن "التطور السريع للمدينة أدى إلى الحنين الجماعي بين سكان سنغافورة، لأن البلد الذي يتذكرونه قد ذهب (أو) يتطور بسرعة كبيرة".
وهذا الإحساس تجسّده غايلانغ، وهي منطقة الضوء الأحمر السيئة السمعة حيث توجد بيوت الدعارة المضاءة بالنيون وسط مطاعم المأكولات البحرية والمعابد البوذية. ووصفها نغوان، بأنها "المعقل الأخير للهدوء في سنغافورة".