نظرة على منتجعات الراحة المهجورة في زمن الاتحاد السوفيتي السابق
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أروقتها المتآكلة، إلا أن الحياة ما زالت تحيا في هذه المنتجعات السوفيتية المنسية. وهرباً من صراعٍ دموي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبحت الممرات المنسية لهذه الهياكل منزلاً جديداً لضحايا الحرب.
وقضى المصور الهولندي الكندي ريان كومبانس الـ5 أعوام الماضية، وهو يلتقط الصور لهذه المنتجعات المهجورة في بلدة تسكالتوبو، التي تبعد 30 كيلومتراً عن ساحل جورجيا، بمساحاتها الداخلية الغريبة والحطام فيها. وتوثق صوره العلاقة بين الهياكل المعمارية العظيمة المصنوعة من قبل الإنسان، والقوى المتزايدة للطبيعة، بالإضافة للإبداع الارتجالي لقاطنيها.
وبنى الاتحاد السوفيتي مراكز علاجية متشابهة في جميع أنحاء البلاد، مخصصة للجنود الذين يحتاجون للراحة.
وكانت تسكالتوبو تُعتبر واحدة من أفضل البلدات من ناحية مراكزها الصحية. وكانت الينابيع الطبيعية فيها، التي سميت بـ"مياه الخلود"، تُعرف منذ القرن الـ7، وفقاً للرابطة الأوروبية التاريخية للبلدات الحرارية.
وعندما انهار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، تم الاستغناء عن هذه المراكز، واستحوذت الطبيعة عليها بسبب تسلق الكروم والطحالب على جدرانها، واستيلائها على مساحاتها الداخلية المزخرفة. وتدافعت الجذور خلال أعمدة الممرات والحمامات.
ولكن، رغم أن هذه المباني تداعيت، إلا أن الحياة لا تزال تتواجد في تسكالتوبو.
وبعد عام من انهيار الاتحاد السوفيتي، اندلع صراع دوي بين القوات الحكومية والانفصاليين الذين حاربوا من أجل استقلال أبخازيا. وهي جمهورية مُتنازع عليها في شمال غرب جورجيا. وهرب لاجئون من الحرب من منازلهم ليكتشفوا الأروقة المهجورة لتسكالتوبو.
ولكن لم يتحرك اللاجئون قط. ولذلك، تدمج صور كومبانس ما بين الدراسات الهندسية وصور "بورتريه" لأشخاص يشيرون إلى هذه الهياكل المحطمة بالمنازل. وأنجب الساكنون الأوائل الأطفال هنا، ولديهم الآن أحفاد. ويوثق كومبانس أيضاً الأطفال الذين لم يسبق لهم أن تعرفوا إلى أماكن أخرى مختلفة.
وبدأ المستثمرون في إعادة اكتشاف هذه المنتجعات، لشرائها، وتجديدها. ويضع المطورون خططاً لإعادة إطلاق المنتجعات كوجهة سياحية فاخرة. وبعد مرور العديد العديد من أعوام الركود، باشرت الحكومة الجورجية في إعادة اللاجئين. وقال كومبانس: "حدث تغيّر هائل في هذه البلدة خلال العامين الماضيين. وفُككت المباني قطعة تلو الأخرى. وبات هناك العديد من المباني الكلاسيكية الحديثة معروضة للبيع".
ولذلك، تحمل صور تسكالتوبو قوةً أكبر، إذ أن المراكز الصحية فيها على وشك دخول فصل جديد. وستكون هذه الحقبة مجرد ذكرى عما قريب.