مخلوقة سحرية وسط الغابة.. تعرّف إلى كيتي من "بلاد العجائب"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تختلف طرق تعامل الأفراد مع المواقف الأليمة في حياتهم. ولكن، عندما فقدت المصورة البريطانية كريستي ميتشيل والدتها في عام 2008 بسبب مرض السرطان، لجأت إلى خلق عالم خيالي أطلقت عليه اسم "بلاد العجائب"، وهو عبارة عن سلسلة من 74 صورة مستوحاة من شخصيات الكتب التي كانت تقرأها لها والدتها في طفولتها.
وبالنسبة لميتشيل، كان العمل على مشروع "بلاد العجائب" طريقة لإعطاء نفسها الشعور بالتحكم، فقالت: "عندما تفقد شخصاً بسبب السرطان على وجه التحديد، فإن أحد أكثر المراحل حزناً، تتمثل بعدم وجود شيء تستطيع فعله".
وأضافت: "أنت خارج عن نطاق السيطرة بشدة، ولا يمكنك جعل الدواء ناجحاً، كما أنك لا تستطيع تغيير آراء الطبيب. وأظن أن ما سبب لي الإدمان في هذه السلسة هو أنه أمكنني التحكم بها. واستطعت أن أقرر مواقع المشاهد، وماذا يحدث للشخصيات".
وتتمحور السلسلة حول كيتي، وهي مخلوقة سحرية تسكن الغابة. وتعكس كيتي إحساس الفقدان، وفترات السعادة الصغيرة التي مرت بها ميتشيل خلال حزنها على والدتها.
وخلال الأيام الجيدة، تغطي المصورة الشخصية كيتي بالفراشات أثناء توسطها في سرير من زهور الخزامى.
وخلال الأسابيع التي تشعر فيها المصورة بالاكتئاب الشديد بسبب المواجهة الحتمية للموت، قد تكون شخصيتها مقيدة بسفينة غارقة مع يدين تتطلعان إلى الأعلى بتوق.
وقامت ميتشيل بتصوير هذه السلسلة بميزانية صغيرة. وساعدها زوجها على إنشاء مواقع التصوير، بينما قامت إحدى صديقاتها بالوقوف أمام الكاميرا. واعتنت صديقة أخرى بالشعر ومساحيق التجميل أثناء جلسات التصوير.
والتُقطت الصور في الغابة الموجودة وراء منزل ميتشيل. واستغلت المصورة طبيعة الغابة المتغيرة، مثل الورود المزدهرة، والأشجار ذات الأوراق المتساقطة، لتجسيد مفاهيم مختلفة.
ولم تخلق ميتشيل "بلاد العجائب" بهدف التعبير الفني، بل لمساعدة الأشخاص على التأقلم ومعالجة مشاعرهم الخاصة، إضافةً إلى بدء حوار حول موضوع الحزن.
وبالنسبة للمصورة البريطانية، كان الجانب الأكثر إرضاءً في سلسلتها هو رؤيتها لكيفية مساعدتها لمختلف الأشخاص في التعامل مع آلامهم. وعندما نشرت المصورة كتاباً يحتوي على سلسلتها، كان الأشخاص يشاركون تجاربهم معها خلال فعاليات توقيع الكتاب.
وفي إحدى المرات، أهدتها إحدى العائلات مجموعة من الصور التي التقطتها لـ"بلاد العجائب" التي نسجتها من الخيال، لمساعدة أطفالها في التعامل مع فقدانهم لجدتهم. وخلال هذه السلسلة الخاصة، تمكن أولئك الأطفال من التعامل مع ألمهم بالطريقة ذاتها التي قامت بها ميتشيل.