تعرف إلى بروباغندا الحقبة السوفييتية من خلال هذه البطاقات البريدية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – لا يشتهر نمط العمارة القاسية، الذي عرف في الخمسينيات والثمانينيات، ويعتبر تمديداً للنمط العصري في القرن العشرين، بجماله التصميمي، بل برخامه السكني الذي يفتقر إلى الروح، والذي بُني للفئات الفقيرة خلال الاتحاد السوفييتي السابق.
وقام النمط المعماري بتفضيل الأسلوب على الشكل والصرامة على المرونة والنفعية على الزخرفة، ولكن الصور التي جُمعت في "Brutal Bloc Postcards" تصور النمط المعماري بأسلوب ملهم و جميل إلى حد معين.
ويوثق الكتاب الذي يتضمن عدداً من البطاقات البريدية خلال حقبة الاتحاد السوفييتي السابق، شكل الفنادق، والشوارع، والمباني المؤسساتية، والتي تحيط بها السماء الزرقاء الكبيرة والشمس الساطعة، كما يُسلط الضوء على العائلات التي عادة ما تتضمن الرجل العجوز، والأم وأطفالها، والرياضيين.
وتعتبر البطاقات البريدية نوعاً من البروباغاندا لإعطاء صورة خلابة للبيئة الحضرية المصممة لكل شخص اشتراكي، إذ قال الناقد في مجال الهندسة المعمارية، أوين هاثلي، في مقابلة هاتفية إن "الجودة هي بالضبط النوعية التي كانت هذه البطاقات البريدية ترغب في تقديمها"، مضيفاً: "لقد كانت فكرة المشهد المعماري المبني للكثيرين مملة، ولكنها ما زالت قادرة على أن تفتن الأشخاص".
وأشار هاثلي إلى أن الصور في الكتاب تخالف "إلى حد كبير" التصوير المعماري، إذ تركز "اللقطات الاحترافية على تفاصيل معينة أو زوايا إبداعية محددة لعرض موضوعها الأساسي على أنه غير عادي"، إلا أن المشاهد المصورة تجسد الصورة العادية "بطريقة ساذجة".
وعلى الرغم من المظهر البشع للمباني، فإن نمط العمارة القاسية لم يستمد اسمه من جمالياته، بل من الكلمة الفرنسية "bron brut" (أي "الخرسانة الخامة"). وتمحورت الحركة في الأفكار الاشتراكية، كما ظهرت في منتصف القرن العشرين، مع المهندس المعماري السويسري الفرنسي لو كوربوزييه، والذي يعتبر أحد أول مستخدميها.
ولم تعد العمارة القاسية في أوائل عام 1980 من ضمن الأنماط المحببة للغرب، إلا أنها استمرت في الازدهار في المنطقة الشرقية حتى منتصف التسعينيات.
وقدمت الحركة المعمارية، على مر العقود، معالم مهمة مثل بيت المؤلف سيفان على بحيرة سيفان في أرمينيا ونصب سبومينيك التذكاري الذي أقيم عبر يوغسلافيا بين عامي 1950 و 2000، والسيرك الوطني في عاصمة مولدوفا، كيشيناو، وذاكرة "كييف"، وهي عبارة عن محرقة مقوسة بُنيت بين العامين 1968 و1981.
وأصبحت العمارة القاسية في الغرب، مرادفا للفقر وسوء التخطيط والبناء القبيح البسيط، مما أدى إلى هجر الناس للعديد من مبانيها أو هدمها أو تركها لتتحلل.
ووسط الاهتمام المتجدد بهذا النمط المعماري، تُحرك "البطاقات العمارة القاسية" مشاعر الحنين إلى الماضي أثناء استكشاف الأفكار الاجتماعية، والنطاق الطموح للتخطيط الحضري السوفييتي، التابع لهذا النمط.
وفي بعض الأحيان تكون الملصقات الصغيرة في الكتاب مصحوبة بعروض لشخصيات مؤثرة في ذلك الوقت، مثل الجنرال العسكري الروسي (ومخترع AK-47) ميخائيل كلاشينكوف، والفنان والمهندس المعماري El Lissitzky.