تعرف إلى القرية التي "تقدّس" التوأم من خلال عدسة هذا المصور النيجيري
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- على بعد 50 ميلاً من شمال مدينة لاغوس النيجيرية، تقع بلدة إيغبو- أورا النائية والتي تضم 92 ألف مواطن من قبيلة يوروبا، التي تكون 21% من التعداد السكاني النيجيري.
ويشير علماء الأنثروبولوجيا إلى أن البلدة النيجيرية لديها العديد من التوائم، إذ شارك العام الماضي أكثر من 2000 توأم خلال مهرجان حكومي للاحتفاء بهم.
أما العدد الهائل من التوائم في القرية التي يُطلق عليها اسم "عاصمة العالم للتوائم" فيتوافق بشكل أساسي مع معتقدات اليوروبا، إذ تنظر القبيلة إلى ولادة التوأم كـ"هدية من الله والكيانات المزدوجة التي تحميها الأرواح".
وألهم هذا المنظور الثقافي الفريد سلسلة من الصور بعنوان "lbeji" للمصور الفوتوغرافي، البالغ من العمر 24 عاماً، ستيفن تايو، والذي كان أسلافه من إيبو أورا، هادفاً إلى تسليط الضوء على هذه الظاهرة في قبيلته.
وقال المصور النيجيري: "كان من المهم بالنسبة لي أن أُظهر كيفية التعاطي مع فكرة التوأم في ثقافتنا"، مضيفاً أن "القبائل الأخرى تعتبر التوائم بمثابة رجس من حقبة ما قبل الاستعمار وما بعده، لكن اليوروبا تعتبرهم نعمة".
ووالتقط تايو الصور لأصدقائه وشخصيات من مجتمعه في منازلهم أو في شوارع لاغوس على مدى ستة أشهر، كما أنه لم يفرض على التوائم، أي نوع من الألبسة أو الألوان المعينة، بل سمح لهم بارتداء ما يحلوا لهم، إلا أن غالبية الأشخاص قرروا ارتداء الأزياء ذاتها، بينما حاول آخرون الوقوف أمام الكاميرا بتفاصيل مميزة، مثل تسريحة شعرهم وغيرها.
وأشار تايو إلى أن "كل التوائم الذين التقط الصور لهم، كانوا يملكون طرقاً مختلفة للتعبير عن ذاتهم، ولكنه من الصعب التفريق بينهم"، كما تابع قائلاً أنه أراد أن يفهم "كيف من الممكن لشخصين يشبهان بعضهما البعض ويرتديان الملابس ذاتها، أن يتمتعا بإيدولوجيا وشخصية مختلفة".
ولبعض الوقت، كانت قبيلة اليوروبا تعبد التوأم، إلا أن ذلك لا يحصل إلا عندما ينظر إليهم كوحدة، إذ يمنح التوأم في المعتقدات التقليدية حماية فائقة للطبيعة تمتد لتشمل العائلة والقبيلة. ولكن في حالة موت أحد التوأمين، فإن هذه الحماية تتلاشى، وكثيراً ما يقوم الأهل بتكليف "بابا لاو" أي الرجل في مكانة كاهن القبيلة، بصنع منحوتة خشبية لتمثيل التوأم المتوفي، ويٌعتنى بهذه المنحونة، وكأنها إنسان حقيقي.
ولا تشارك القبائل النيجيرية الأخرى معتقدات اليوروبا ذاتها فيما يتعلق بالتوأم، إذ أشار تايو إلى أن بعض "الثقافات السابقة في العصر النيجيري تعتبر تعدد المواليد كنذير بيولوجي ونذير من الإرادة السيئة".