مهرجون يناقشون قضايا إنسانية وأزمة النفايات بنوبات من الضحك في لبنان..من هم؟

نشر
4 دقائق قراءة
تقرير سارة التميمي
Credit: Clown me In

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في يوم بيروتي اعتيادي، تكتظ الشوارع بأزمة سير خانقة فتتعالى أصوات أبواق السيارات ويهرول المشاة على الأرصفة للوصول إلى وجهاتهم. كل له قصته وهمومه وروتينه الخاص.

محتوى إعلاني

ولكن لبنان عودّنا دائماً على كسر جرة الروتين، وفي هذه المرة لا تُكسر الجرة بالأخبار السياسية أو أزمة النفايات، بل بأصوات الضحك العالية المتصاعدة من الشوارع التي يتجول فيها مجموعة من المهرجين.

يجوب 5 مهرجين، بملابسهم المضحكة ووجوههم الملونة بالأحمر والأبيض، شوارع بيروت، في حين يهرول كل منهم باتجاه مختلف لرصد الأشخاص الذين يلقون نفاياتهم في الشارع واللحاق بهم بطريقة مضحكة وبهيجة.

وتتجول مجموعة "Clown me In" التي أسستها اللبنانية، سابين شقير والمكسيكية غابريلا مونيوس شوارع لبنان بهدف نشر عدوى الضحك بين الناس، وتسليط الضوء على مواضيع اجتماعية أساسية يعيشها المجتمع اللبناني.

وبدلاً من انتقاد الواقع اللبناني بغضب قررت شقير، البالغة من العمر 37 عاماً، استخدام أسوب "أسهل" وأقل تعقيداً بنظرها من خلال الضحك، إذ لاحظت بعد اكتشاف فن التهريج في لندن، أنه أسلوب فعال لتحفيز الآخر على العودة "لمكان شفاف وحقيقي" يستطيع من خلاله "قبول ما لا يحبه" والضحك على الآخرين ومعهم على حد تعبيرها.

وقررت الشابة اللبنانية أن تأتي بالفن الذي ساعدها على "شفاء جروحها"، إلا أنها لم تلق الدعم الذي كانت تحتاجه، فقد كانت دائماً ما تواجه عبارات كـ"روحي كوني مهرجة في أعياد الميلاد"، ولكنها ورغم العقبات استمرت برسم البسمة على وجهها ومشت قدماً نحو هدفها.

واستذكرت مؤسسة المجموعة وعضو في "Clowns without Borders"، تفاصيل المغامرات المختلفة التي خاضتها برفقة فريق المهرجين، الذي تألف في بداية الأمر من 5 أشخاص، وأشارت إلى أنه ومهما اختلفت المواقع والأشخاص يبقى الإحساس الذي تعيشه "واحداً"، إذ يتحول المكان من "راكد وهامد" إلى موقع يعج بنفسيات مرحة "وأولاد يركضون باتجاه الألوان والموسيقى".

وعلى عكس المشاريع الاجتماعية الأخرى، لا تقف اللغة كعائق أمام المجموعة، إذ يستغل "Clown me In" لغة الضحك للتواصل مع الآخرين، إذ قالت شقير لموقع CNN بالعربية إن بعض الحركات التي يقومون بها تضحك جميع الأشخاص، ولكن ذلك لا يمنعها من "البحث في ثقافة" المجتمع الذي ستزوره لمعرفة تفاصيل تستطيع من خلالها بث الشعور بالفرح لدى أفراده.

وسافرت مجموعة "Clown Me In" إلى مناطق مختلفة بالتعاون مع مشروع "Clowns without borders"، إذ أقامت عروضاً في مجتمعات عربية مثل سوريا، ولبنان، بالإضافة إلى بلدان أجنبية مثل البرازيل، والهند، والسويد.

ولم يخلو مشوار المجموعة من التحديات على الصعيد اللوجستي، بدءاً من الحصول على تصريحات السفر إلى إيجاد الدعم المادي بغية إنشاء مشاريع مختلفة. ولكن، تستمر مجموعة المهرجين برسم الابتسامة على وجوه المتفرجين وتحدي المصاعب.

وتتجول المجموعة في الشوارع لبث الشعور بالسعادة وسط الصعاب ومناقشة المواضيع الاجتماعية الهامة بإطار فكاهي ومضحك على أمل "عيش لحظة" ترجعهم إلى "شعور إنساني حقيقي لا يمكن عيشه دائماً".

نشر
محتوى إعلاني