كل ما لا تشاهده على التلفزيون الوطني.. هذا الفنان اللبناني ينقله لكم بعمل "عبقري وبسيط"

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بينما كان يحضر أمتعته للسفر، فإن جواز سفره اللبناني كان يقف على عتبة الباب، ويتوجه إليه بعبارة: "أين تظن نفسك ذاهباً أيها الشاب الصغير؟".. فمنذ اليوم الأول الذي أحكم فيها قبضته على القلم، لم تتحدث رسوماته الكاريكاتورية سوى عما لا ينقله التلفزيون الوطني للناس.

وغالباً ما يتم إصدار صوت "Boo" إما للتعبير عن الاستياء أو إخافة شخص معين. وهذا ما يقوم به الرسام الكاريكاتير اللبناني برنارد الحاج، إذ يعمل على تجسيد الصوت بأعماله، في كل مرة يرى فيها مشهداً لا يستهويه، حتى بات يُعرف أخيراً باسم "The Art of Boo".

وفي سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية، يحرص الحاج على توثيق الفوضى العارمة في مسقط رأسه تحديداً، ففي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال إن "لبنان هو عبارة عن مستشفى للأمراض العقلية، كان قد جُهز بشكل سيء، حيث تجد الأطباء خرجوا لتناول الغداء منذ 44 عاماً، والممرضات غير واعيات كفاية وفي حالة إنكار، والممرضين يسبحون ويتزلجون في اليوم ذاته". وبالتالي، لم يتمكن الناس من التصرف حيال هذه الفوضى بشيء سوى الضحك.

ولا يبدو أن رسام الكاريكاتير متفائل بمستقبل لبنان، مشبهاً البلاد بـ "مريض السرطان، الذي كانت ردة فعله تجاه المرض إخفائه بشراء بدلة ثمينة، عوضاً عن زيارة الطبيب".

وتبعاً لمقولة الكاتب أوسكار وايلد: "إذا كنت تريد أن تقول الحقيقة للناس، أضحكهم أولاً، وإلا سيقتلونك"، فإن هذا ما كان يحاول الحاج تطبيقه في أعماله، إذ حرص على أن تتضمن رسوماته من عنصري الفكاهة والحقيقة.

وعلى سبيل المثال، أظهرت إحدى رسومات الحاج الكاريكاتورية الأولى، طبيباً نفسياً يسأل مريضه عن أول ما يتبادر إلى ذهنه بعد رؤية سلسلة من الصور. بينما يحمل الطبيب صورة كُتب عليها "أنت فاشل".

ويستوحي الحاج عمله، الذي وصفه بـ "العبقري والبسيط"، من الكوميديين والموسيقيين ورسامي الكاريكاتير، معتقداً أن بعضهم قد برع في تقديم رسالة قوية، بكلمات قليلة.  

وعلى خلاف ما يظن البعض، يعد رسام الكاريكاتير شخصاً واقعياً وليس متشائماً، وغالباً ما تصدر اتهامات كهذه من أشخاص يتابعون الإعلانات التجارية، مثل "كوكا كولا"، موضحاً أن التفاؤل بشكل كبير يكون مقلقاً ومخيفاً.

واليوم، يسعى الحاج إلى نقل أعماله إلى مستوى آخر وجديد، فهو يعمل على أول فيلم رسوم متحركة قصير، يوثق قصة أكثر شخص غير محظوظ على وجه الكرة الأرضية، مشيراً إلى أنه ليس سيرة ذاتية.