عبارة "لست حبيبتك" من مصممة أزياء فلسطينية إلى نساء العالم "لتحدي القمع"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بينما تتسلل القيود إلى رقبة الأنثى وتحاول الالتفاف حول حنجرتها، تتحرر الشابة الفلسطينية، ياسمين مجلي من الأصفاد وتقرر أن تتحدى "القمع" بأسلحتها الخاصة.
مقص وبعض القماش وهدف واضح "لزيادة الحديث عن حقوق المرأة وترجمتها لإحداث تغيير جذري على النطاقين القانوني والاجتماعي"، كان كافياً لخلق مجموعة تسعى إلى "دعم النساء حتى يجدن الساحة الآمنة والشجاعة للتكلم".
وقررت الشابة الفلسطينية أن تستخدم الأزياء، التي "استحوذ عليها المجتمع لتقييد النساء بحجة الأعراف المجتمعية" على حد تعبيرها، وإعادة توظيفها في استعادة "جسد المرأة" كشيء جميل وخاص بالأنثى، ولذلك أسست مجلي أزياء "Baby Fist"، التي تحمل بين طيات الاسم رسالة قالت الشابة الفلسطينية فيها إنها تهدف إلى "محاربة البطركية" التي لا تتحدّد بالمسلمات والعرب فقط بحسب رأيها، بل بمسألة "تعاني منها النساء حول العالم".
وترى ياسمين أن "الخوف" الذي يزرعه المجتمع في قلوب النساء اللواتي يرفعن أصواتهن في وجه "من يضطهدهم"، هو واحد من "الأسباب الكبيرة التي تقف في وجه المرأة“، إلا أنها قررت من خلال ورش عملها ونشاطاتها أن تخلق الفرص أمام للنساء "للمساهمة في إعادة بناء المجتمع“.
ولم تحمل علامة مجلي بين طيات قماشها هدف تغيير واقع النساء فحسب، بل سعت أيضاً إلى تغيير الاقتصاد الفلسطيني، مشيرة لـCNN بالعربية إلى أن "التطور الاقتصادي مرتبط بالتغيير الاجتماعي مما يجعله مرتبطا بالتحرر السياسي".
وجعلت الشابة الفلسطينية قطاع غزة مقراً لصناعة أقمشة علامتها، "لإعادة بناء الصناعة النسيجية"، مؤكدة أنه من الضروري "للفلسطينيين الاستثمار في اقتصادهم، بدلاً من الخروج إلى الصناعات الصينية والتركية".
وبعيداً عن عالم القماش والأزياء قررت مجلي زيادة الوعي في المجتمعات الفلسطينية حول جسم المرأة من خلال بدء حملة لمناقشة العادة الشهرية، إذ لفتت إلى أن "قلة التعليم حول جسم المرأة" هي إحدى الطرق التي تستخدم "لاضطهادها".
وقررت الشابة الفلسطينية أن تنزع وشاح الخجل الذي يلتف حول التغيرات البيولوجية الطبيعية التي تمر بها الأنثى، من خلال تعليم "55 فتاة في الصفين الخامس والسادس في المدارس الحكومية في الضفة الغربية" حول العادة الشهرية، كما تسعى الشابة إلى استخدام الاحصائيات التي سيتم جمعها أثناء الحملة، لإفساح المجال وتقديم اقتراحات لإصلاح تعليمي.
بالألوان والقماش والإبداع المتفاني لتسليط الضوء على القضايا المختلفة لحقوق المرأة، تسير مجلي قدماً في شق طريق جديد وبعيد عن السكة التي قامت المجتمعات ببنائها للنساء، بهدف منح الفلسطينيات ونساء العالم عامة "الملاذ الآمن" لتحدي الصعاب التي تتربص بهن.