سجادات فارسية تتحول لطائرات ورقية على يد هذا الفنان اللبناني
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادةً ما تفترش السجادة أرضية المنزل. ولكن، على يد الفنان اللبناني علي شعبان، سترى هذه المنسوجات بأشكال لم يسبق لك أن رأيتها من قبل. ومن طائرة ورقية مستعدة للإقلاع إلى أوراق تتكوم فوق بعضها البعض، ما الرسالة التي تحملها هذه السجادات يا ترى؟
واتجه الفنان اللبناني المعاصر، المقيم في جدة، إلى الفن كمنصة لتوفير تعليق اجتماعي على القضايا الاجتماعية والثقافية اليوم، فقال في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "هدفي الأساسي ليس إرضاء الجمهور، بل جذب المشاهدين إلى مناقشة مثمرة تتجاوز الحدود القطاعية".
ويتبين ذلك خلال أحدث أعماله الفنية بعنوان "12 PM Class Series"، والتي تتمحور حول النظام التعليمي في العالم العربي، إذ يشعر الفنان أن "النظام التعليمي اليوم يخذل أطفالنا".
ومن خلال هذه السلسة، التي تتكون من 3 سجادات تُمثل طائرات ورقية، يستكشف الفنان الحاجة إلى تقليل الرقابة قائلاً: "لقد علّم نظامنا (التعليمي) القديم حتماً الكراهية، وانعدام الفهم تجاه الثقافات الأخرى".
وتعكس الطائرة الورقية من خلال تمثال "The Critical Thinker"، (المفكر الناقد)، مبدأ التفكير خارج الصندوق، وذلك من خلال شكلها المثالي والجاهز للإقلاع، بحسب ما قاله الفنان.
ويبيّن عمل "The Traditionalist"، (التقليدي)، طائرة مكسورة تخضع للجدران التي بُنيت من حولها.
وأما "The Unthinking Majority" (الغالبية الغافلة)، فهي منحوتة على شكل ورقة مكومة على بعضها البعض، وهي تمثل الأشخاص الغافلين، الذين يفضلون أن يتبعوا الآخرين، بدلاً من أن يكونوا قادة.
وفي حديثه عن الغرض الجمالي وراء استخدامه للسجادات في عمله، قال شعبان إنها "تظهر كيف بُنيت هويتنا من خلال النقوش الثقافية، التي تعمل كدليل لما نحن عليه".
ويستطيع المرء رؤية انجذاب شعبان تجاه السجادات الفارسية من خلال أعماله الأخرى، وينسب شعبان ذلك إلى كونها متواجدة في جميع البيوت العربية سواءً كانت فقيرة أو غنية، إلى درجة أنها قامت "بتوحيد الهوية العربية".
ولذلك، يستخدم شعبان السجادة لتمثيل الرجل العربي لدى معالجته قضية من العالم العربي.
وخلال سلسلته، يرغب الفنان في تشجيع الأشخاص على التساؤل، فأوضح: "لا تُعلم أطفالك كيفية القراءة فحسب، بل علمهم التساؤل عن ما يقرأون".
ويرى شعبان أننا بحاجة إلى تنشئة الأجيال القادمة لتكون ناقدة بشكل أكبر، بدلاً من أن تتكون من مجموعة من المراقبين الغافلين.