بالصور.. لوحات جدارية مهجورة تجسد اهتمامات الطبقة الراقية في أوروبا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – عندما ذهب رومين فيلون إلى ايطاليا، قبل خمس سنوات، لتصوير القصور المهجورة في الدولة، صدم باللوحات الجدارية التي غطت جدران البيوت الشبه مدمرة.
وكانت تلك اللوحات الجدارية، تزين المنازل الضخمة بألوانها الزاهية وتصاميمها المختلفة، ولكنها باتت اليوم شبه مخفية ومنسية وراء الغبار والألوان الباهتة، إلا أن المصور الفرنسي أراد الحفاظ عليها من خلال عدسة كاميرته.
وقال فيلون، خلال مقابلة هاتفية، إن اللوحات عبارة عن "بقايا جميلة من الزمن الذهبي"، ولكنها تُركت "للتعفن والاختفاء" مما دفعه إلى "توثيقها قبل أن تختفي إلى الأبد".
وجسد المصور هدفه في سلسلة من الصور بعنوان "Imaginary Museum"، إذ وثقت الصور رحلات فيلون في المنازل الفارغة من حول أوروبا، مثل: فرنسا والبرتغال وأيرلندا.
ولم تخل الرحلات من المصاعب والتحديات، ولكن فيلون لفت إلى أن "عملية البحث هي ما أخذ الكثير من وقته"، مضيفاً: "لقد بحثت في الأرشيف الإلكتروني والكتب وتحدثت مع المواطنين والأصدقاء لمساعدتي على تحديد بعض اللوحات الجدارية".
وتعكس المنازل المتحللة، المعتقدات الدينية لسكانها وأذواقهم الشخصية في رسوم النباتات والمناظر الطبيعية أو حتى الحيوانات الغريبة، إذ تفاجأ فيلون بالعثور على صورة قرد في أحد المنازل، كما تقوم هذه الصور والألوان بتسليط الضوء على أذواق وميل العائلات التي كانت من الطبقة الراقية الأوروبية.
وأشار المصور الفرنسي إلى أن اللوحات الجدارية تلعب دوراً فعالاً بتحديد "الدور الأساسي" الذي يلعبه الفن في الماضي، إذ قال إن "اللوحات تظهر الشرائع الفنية التي عادة ما نربطها فقط مع المؤسسات ذات الأسماء الكبيرة أو القلاع والكنائس الشهيرة".
ويسعى فيلون من خلال صوره إلى تسليط الضوء على الجدران الفنية لكي يستطيع الناس "أن يروا ويقدروا" هذا النوع من الفنون، التي لن يكشف عن مكانها المحدد، مما يجعل معرضه أقرب ما يستطيع البعض أن يصل إلى لوحات مثل هذه.
ومن المقرر أن يعود المصور الفرنسي إلى القصور والأماكن التي اتخذ منها الصور للتأكد إن كانت اللوحات الجدارية لا تزال صامدة، إذ قال إن "واقع أنها لا تزال موجودة هو ما يجعلهم مميزين" بالنسبة له، مضيفاً أنهم "تمثيل خالص للجمال حتى لو اختفوا بنهاية المطاف".