قبل اختفائه في السعودية..ما هو "الإرث" الذي رصده هذا المصور؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وسط ضجيج الناس وأصوات الحافلات، كسر رجل يحمل كاميرته الصمت، لرصد "إرث بصري كبير" قبل اختفائه من ساحات العاصمة السعودية، الرياض.
وغالباً ما يلجأ بعض الأشخاص إلى التصوير لترجمة مشاعرهم، وهذا ما فعله سامي العمري بمجرد رؤيته لـ "باص البلدة" في مدينة الرياض. ففي اليوم الأول الذي وضع فيه حجر الأساس لمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، علم الفوتوغرافي السعودي أن العدّ التنازلي لوسائل النقل القديمة قد بدأ، حيث قرر إنشاء سلسلة من الصور تعيد ذكريات الناس إلى الماضي الجميل.
وبعد أن أعلنت المملكة العربية السعودية أهداف رؤيتها للعام 2030، التي تشمل تطوير النقل العام بأحدث الوسائل، توقع حينها أنه سيتوقف السعوديين عن استخدام باص "خط البلدة" في يوم من الأيام.
وفي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال الفوتوغرافي السعودي إن "المملكة تمر حالياً بمرحلة تطور على جميع الأصعدة، ولدينا إرث بصري كبير، أتمنى التعاون في الحفاظ عليه للأجيال القادمة".
ويحتل هذا "الإرث البصري"، الذي أحيل للتقاعد في ديسمبر/ كانون الأول 2017، جزءاً كبيراً من ذاكرة السعوديين والمقيمين، إلى درجة أنه جسدت أحد الأعمال الدرامية شخصية سائق باص "خط البلدة".
ولا يتميز الباص بلونه وصوته فحسب، وإنما يجمع ركاباً من جميع الجنسيات، حيث وجد العمري الدكتور والبائع والميكانيكي وغيرهم من الأشخاص البسيطة دائمة الابتسام.
ويُشار إلى أن العمري لم يدرس التصوير الفوتوغرافي، إذ كانت هواية قد صاحبته منذ الصغر، فكبر حبه لها مع مرور الوقت حتى أصبحت بمثابة "ابنته المدللة"، التي تُرافقه في جميع رحلاته.