الجانب المظلم وراء صور نادرة للهند خلال الحكم الاستعماري في القرن الـ19
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعد قصة التصوير الفوتوغرافي بالهند في القرن الـ19 قصة عصر تكنولوجي جديد. ولدى وصول الكاميرات إلى الهند في أواخر أربعينيات القرن الـ19، وثّق أعضاء "الراج البريطاني" الأشخاص، والثقافات، والمناظر الطبيعية وغيرها من الجوانب في شبه القارة الهندية . ولكن، يُوجد جانب مظلم لهذه الصور، فما هو؟
وقد يكون التصوير الفوتوغرافي أحد الاختراعات العظيمة لذلك العصر، إلا أنه استخدم على نطاق واسع كأداة للبروباغندا من قبل النخب الاستعمارية، وفقاً لما قاله المؤسس المشارك والمدير المساعد لمتحف الفن والتصوير في بنغالور، ناثانيال جاسكل.
ويشكل هذا التاريخ المُقلق جزءاً من كتاب جاسكل الجديد، "Photography in India"، والذي شاركت في تأليفه باحثة الدكتوراة في كلية جامعة لندن، ديفا غوجرال.
ومن الصور الإثنوغرافية التي عززت الصور النمطية العنصرية، إلى صور البورتريه التي تبين ضباط الاستعمار بشكل منقذين غربيين، تعكس صور الكتاب العديد من الأيدولوجيات التي تشكل جزءاً من المهمة الاستعمارية البريطانية.
وقال جاسكل في مقابلة عبر الهاتف: "لقد جعلوا الهند تبدو (مثل) مكان يحتاج إلى تدخل".
وتم عرض ذلك أيضاً خلال تصوير الظروف المعيشية في الهند، وفقاً للمؤلفة المشاركة غوجرال.
وتشير المؤلفة إلى صور مجاعة "مدراس" في سبعينيات القرن الـ19، والتي أُنتجت خصيصاً للصحف في بريطانيا.
وكان الهدف من الصور المساعدة في تبرير التوسع في الهند، ولكنها كانت تحمل في بعض الأحيان معاني جديدة وغير مقصودة.
وعندما تعلق الأمر بالمناظر الطبيعية، كان يتم تصوير الجبال الهائلة والنباتات الاستوائية التي كانوا يجعلونها تبدو مثل المناظر التاريخية للريف الإنجليزي.
وقال جاسكل: "أرى ذلك كامتداد إضافي للتملك وإضافة الشرعية على الوجود (الاستعماري) لأنها تبين (الهند) وكأنها حديقة عظيمة لإنجلترا".
ويمثل انتشار استوديوهات التصوير تطور آخر مهم للتصوير الفوتوغرافي في شبه القارة الهندية، ولم يكن يقف وراء هذا التطور النخبة الإمبراطورية فقط، ففي النصف الأخير من القرن الـ19، أصبحت العائلة المالكة الهندية، والتجار، والأفراد الأثرياء، يحصلون على صور عائلية "بنفس الطريقة التي قام البريطانيون بها".
وتحلى المصورون المحليون بنشاط كبير، منذ الأيام الأولى لظهور الكاميرا، كما أنهم ساعدوا في منح التصوير الهندي جمالية متميزة مستوحاة من تقاليد البلاد الفنية.
ويتبين ذلك من خلال التلوين باليد، والذي حولّ الصور أحادية اللون إلى أعمال فنية تنبض بالحياة.
ومع ذلك، لا يمكن إزالة التقاليد المحلية من سياقها الاستعماري، فقد شارك المصور الهندي نارايان داجي على سبيل المثال، الذي كان من الأعضاء القلائل غير البيض ضمن جمعية بومباي للتصوير الفوتوغرافي، في التقاط صور ساعدت على نشر النظريات العنصرية.