استعداداً لصلاة الجمعة..كيف يتغيّر شكل الأشخاص في مدينة زنجبار الحجرية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- التقى بينج بينكس بالعديد من المواطنين في مدينة زنجبار الحجرية، وسرعان ما تحولت العلاقة بينه وبينهم من سلام وتحية بين غرباء إلى صداقة، ولكن المصور الفوتوغرافي الأسترالي، الذي يعشق عدسة الكاميرا، واجه صعوبات للتعرّف إلى أصدقائه بعينه المجردة خلال أيام الجمعة.
ولم يكن السبب يتعلق باكتظاظ الشوارع أو المحلات، بل بالملابس والتغيير الجذري لهيئة الأشخاص في اليوم الذي يتجهون به إلى صلاة الجمعة، لذا قرر بينكس، الذي حصل على كاميرته الأولى كهدية بمناسبة عيد الميلاد، أن يلتقط هذا التغيير الذي يطرأ في يوم واحد من الأسبوع فقط.
وبعد أن طرح المصور، على زميله، ريتش تاونسد، فكرة التقاط هذا الاختلاف، قرر الثنائي التقاط الصور لعدة أشخاص أثناء أيام الأسبوع التي يمارسون فيها أعمالهم اليومية، ويوم صلاة الجمعة، بعد أن يغير كل منهم مظهره الاعتيادي، بهدف التقاط الدور الذي يؤديه الدين والمجتمع في حياة الناس.
وقال بينج لموقع CNN بالعربية إنه إذا رأى أصدقاء له في أيام الجمعة فحسب، فقد يظن بأنهم "شديدي التديّن"، بينما، إذا صادفهم خلال أيام الأسبوع الأخرى، لما كان قد اكتشف "إخلاصهم للديانة الإسلامية". أما فيما يتعلق بالرسالة من مشروعه، فقد أشار بينج، إلى أن الصور توضح الاختلاف، و"تساعد الناس على إصدار أحكاماً أقل، عندما يقابلون الأشخاص".
ولم يكن اختيار تلك الشخصيات المعينة لتصويرها، منبثقاً من الصدفة فحسب، بل اعتمد على جهد المصورين في دراسة الحياة الشخصية لهؤلاء، الذين، وبحسب، تاونسد، كانوا يملكون "القليل" ولكنهم كانوا "أسعد وأكثر عطاء" من الأشخاص الآخرين الذين تعرّفا عليهم.
من حلاق، إلى حداد، إلى "دي جي"، وحارس، استطاع ريتش وبينج التقاط الاختلاف لدى هؤلاء الأشخاص وخاصة عندما يتعلق الأمر بعنصر الأزياء، فدائماً كانت الملابس تتغير يوم الجمعة، ليرتدي غالبيتهم الأثواب والقبعات التقليدية.
وتلقى المشروع ردود فعل إيجابية من المشاهدين، إذ استذكر بينج بعضها قائلاً إن "الكثير من الناس أحبوا فكرة المشروع، وخصوصاً أنه قدّم صورة إيجابية للمسلمين"، بينم أشار الأشخاص الذين التقطت لهم الصور إلى أن المشروع جعلهم "يفكرون بالتغييرات التي طرأت عليهم وعلى أصدقائهم أسبوعياً".
ولم يؤثر المشروع بالمشاهدين والشخصيات فحسب، بل بالمصورين أيضاً إذ جعلهما "يقدران الديانة الإسلامية أكثر"، والتفكير أكثر في الانطباع الأول الذي عادة ما يأخذه الناس عن شيء أو شخص ما.