"وطني حبيبي" باليمن..كيف تغير الرجال مقارنة بالنساء؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتحرك عقارب الساعة.. تشرق الشمس وتغرب.. تتقلّب الفصول وفي وسط كل هذا التحول يتغير الإنسان أيضاً في جميع تفاصيل حياته ليتأقلم مع حاضره، ولكن ذلك التحول يمس الكل، ويقف ساكناً أمام سلسلة "وطني حبيبي".
وفي هذه السلسلة المصورة، للفنان ايبي إبراهيم، تتغير أزياء الرجل اليمني، بينما تبقى المرأة اليمنية بالزي ذاته وووضعية الوقوف ذاتها وكأن الوقت لا يؤثر أو يتأثر بها. وانبثق هذا العمل الفني من المشاهدات التي لاحظها اليمني إيبي، خلال عام 2013، حيث كان يسافر من وإلى اليمن بشكل مستمر، ولكنه لاحظ أن "اللون الأسود" كان طاغياً في بلاده آن ذاك.
ودفعته هذه الصورة التي رآها باستمرار، إضافة إلى العمل الفني للفنانة بشرى المتوكل "أم، دمية، ابنة"، بخلق عمل فني "يوضح وضع المرأة في اليمن بالمقارنة بوضع الرجل" في عام 2013، وهو العام الذي بدأ فيه إبراهيم رحلة فنية على متن أفكار هذا المشروع.
ورأى الفنان أن الرسالة التي كان يحاول إرسالها في تلك الفترة الزمنية، تمحورت حول صنع وسيلة للتواصل مع الشارع اليمني ومناقشة ما كان يحصل في المجتمع، مشيراً إلى أنه لو عرضت هذه الصور في السبعينيات، لما كان "أحد قد صدّق أن هذه هي اليمن"، على حد تعبيره.
وفي آخر صورة من السلسلة الفنية، تختفي المرأة كلياً، للتأكيد على أن وضع المرأة في اليمن غير متغير، على حد تعبير الفنان، و"خاصة في زمن الصراع والحروب"، حيث وجد إبراهيم، أن المرأة اليمنية "مختفية تماماً ومنسية حتى في محادثات السلام".
وينبثق الاهتمام الكبير بوضع المرأة لدى الفنان اليمني كونه يرى أنه "من شبه المستحيل مناقشة أي مشكلة اجتماعية دون التكلم عن وضع المرأة"، كما لفت أيضاً إلى أن "عدم تدخل المرأة في صنع القرارات هو سبب الوضع السلبي الكبير الذي يعيشه المجتمع اليمني اليوم".
وفي حين كان مظهر المرأة ثابتاً في جميع الصور، اختلفت صورة الرجل بشكل مستمر، وكان هذا جزء من حالة الشارع اليمني، في تلك الفترة المعينة، والتي كانت توضح "المشكلة الكبيرة التي وقع الجيل السابق والذي أصبح الجيل الحالي مسؤولاً عنها"، على حد تعبير إبراهيم.
"وطني حبيبي" هو أحد الأعمال الكثيرة، التي ناقش فيها الفنان اليمني المشاكل الاجتماعية في بلاده، في الفترات الزمنية المختلفة، إذ اختار إبراهيم، أن يركز في الآونة الأخيرة على عالم التصوير والبحوث المتعلقة بوضع الشباب اليمني في زمن الحرب.