مستوحاة من "صفقة شيطانية"..ما حكاية هذه الصور على تقاطع الطرق

نشر
5 دقائق قراءة
Credit: Oli Kellett

دبي الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هذا المصور يعتمد في مجموعة صوره على أشخاص وحيدين يقفون عند تقاطع طرقات فارغة وشبه معزولة عن العالم.

محتوى إعلاني
Credit: Oli Kellett
محتوى إعلاني

وهناك أسطورة تقول إن مغني البلوز الأمريكي روبرت جونسون قد برم عقداً مع الشيطان ليسلمه روحه مقابل موهبة موسيقية عالمية عند تقاطع أحد الطرقات. وبعد أقل من عام من إطلاق أغنيته المشهورة "Crossroads Blues" ، توفي جونسون عام 1938، والذي عُرف كأحد أعظم عازفي الغيتار على مر العصور، عن عمر يناهز 27 عاماً.  

وقد تجزّأت كلمات الأغنية على مدى عقود بحثاً عن أدلةٍ لوجود "صفقة شيطانية". إلا أنها في الآونة الأخيرة قد ألهمت مجموعة من الصور فوتوغرافية لمصور بريطاني يدعى أولي كيليت. وقال كيليت: "حكاية روبرت جونسون عند تقاطع الطرق ألهمتني منذ البداية".

ليس هناك ما يشير إلى أن الشخصيات في صور كيليت تتعامل مع الشيطان عند مفترق الطرق. في الحقيقة، هو لا يعرف إلا القليل عن الأشخاص في صوره.

وأوضح كيليت: "أفكر كثيراً في الأشخاص الموجودين في الصور. كيف هي حياتهم، وما هي تطلعاتهم، ومن أين أتوا، وإلى أين يذهبون؟ فهم لا يعرفون حتى أنني ألتقط صوراً لهم، لكني أقوم باختلاق هذه الروايات.

Credit: Oli Kellett

وكانت أول صوره في مجموعته لامرأة تقف عند تقاطع في شارع فيغيروا بلوس أنجلوس قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. لم تكن اللحظة مخططاً لها، لكنها جعلته يفكر: "كانت تقريباً تبحث عن نوع من التوجيه".

وكان البعد واضحاً له. فكانت الصورة للمرأة التي تقف عند تقاطع الشارع قبل أسبوع من الانتخابات أشبه بـ"البلاد  التي تقف عند مفترق الطرق وتبحث في اتجاهات مختلفة".

Credit: Oli Kellett

بعد تلك اللقطة، بدأ كيليت في القيام برحلات إلى مدن أمريكية مختلفة لالتقاط صور لأشخاص عند تقاطعات الطرقات.

ورغم أن الصور تحتوي على تركيبة مسرحية تشبه اللوحة، إلا أن كيليت يقول إنها غير منظّمة، ولا يستخدم إلا الضوء الطبيعي. وأوضح: "أستمتع كثيراً بمحاولة التقاط اللحظة الأنسب. أحب الإثارة والتشويق في ملاحقة اللحظة المناسبة في التصوير الفوتوغرافي. وأحاول أن التقطها بأعلى جودة ممكنة، دون الاعتماد على تعديلاتٍ  كالفوتوشوب."

Credit: Oli Kellett

وهذه الطلقات تتطلب الصبر، أوضح كيليت: "أقوم بالاستعداد ثم أنتظر. أقضي ساعات طويلة في المشي والانتظار. أنتظر الأضواء. وأمشي طوال اليوم ثم أنتظر نوعاً ما ليقوم الأشخاص المناسبين بالظهور. وأقوم بالبحث عن نوع معين من الوقفة. أبحث عن شخص من معزول عن العالم، وربما ضائع  بعض الشيء، كنوع من التأمل."

Credit: Oli Kellett

ويشكل المارة الذين تسيطر عليهم سمة الإنفرادية والتأمل الجزء الأكبر من الشخصيات، لكن بعض الصور تتضمن مجموعة من الأشخاص، كصورة لعائلة تبدو خالية من الهموم، وربما تقضي عطلة، في شارع "هوبارد" بمدينة شيكاغو.

Credit: Oli Kellett

ويستخدم كيليت في التقاط صوره كاميرا كبيرة الحجم تستخدم  في تصوير المباني، لأنها تساعد في الحفاظ على الشكل الهندسي للمباني. وأشار كيليت إلى أن "لديها نفس تقنيات الكاميرا التقليدية، تلك التي تستخدمها بقطعة قماش سوداء فوق رأسك، لكنها نسخة رقمية منها. كل شيء يدوي، إنها بطيئة للغاية".

و غالباً، ما يلتقط كيليت الصور  على مستوى الشارع، ولكن في بعض الأحيان يصعد إلى موقف سيارات، أو ممر، أو درج.

Credit: Oli Kellett

ولا يظهر كيليت لشخصياته ولا يحذرهم من أنه يلتقط صوراً لهم. (تصوير الأشخاص في الأماكن العامة ليس غير قانوني في معظم البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة).

وقال كيليت إنه يخطط لتوسيع سلسلة صوره إلى دول أخرى، وقد قضى بالفعل ساعات في الانتظار عند تقاطع طرقات في اليابان، والمكسيك، والبرازيل للحصول على صور مثالية. لكنه ليس مهتماً بإظهار معالم أو مدن يمكن التعرف عليها.

وأضاف كيليت: "ينمو المشروع إلى شيء يُشبه إطار مشاهدة ومقارنة الأشخاص في جميع أنحاء العالم."

نشر
محتوى إعلاني