بينهم الملك فاروق والسادات.. أقدم استديو بمصر زبائنه من كبار السياسيين والفنانين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1890، ليحمل بين طيات ذاكرته الفوتوغرافية صور شخصيات سياسية وفنانين فارق بعضهم الحياة... يسرد تاريخ هذا الاستديو قصصاً عديدة في الزمن القديم، حين كانت تقف "الحناطير" الخاصة بقصر العابدين وحاشية الملك فاروق أمام مدخله.
ففي شارع قصر النيل الرئيسي، يترجل الحرس والخدم من "الحناطير"، لفرش السجاد الأحمر على درج استديو "بيلا"، مستقبلاً بدوره حاشية الملك، الذين يتراوح عددهم من 25 إلى 30 شخصا.
يعد هذا الاستديو الذي أنشأه المصور المجري بيلا، منذ حوالي 130 عاما، الأول من نوعه في مصر والوطن العربي. ففي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال شهاب الدين أشرف، وهو ابن المالك الحالي لاستديو "بيلا"، إن الاستوديو "كان مخصصاً لحاشية الملك فاروق والعائلات والسياسيين والفنانين، مثل علي الكسار وهدى شعراوي وسعد زغلول".
وعاصر شهاب الدين ووالده بعض التطورات التي خاضها القطاع الفوتوغرافي، بدءاً من صور الأبيض والأسود إلى التعامل مع كاميرات الديجيتال.
وأبرز صور الشخصيات التي يحتفظ بها الاستديو، تعود إلى الملك فاروق والملكه ناريمان والملكه نازلي والرئيس الأسبق أنور السادات. بالإضافة إلى الممثلين فريد شوقى وسعاد حسني وعادل أدهم، وغيرهم الكثير.
وحتى يومنا هذا، لا يزال يلتقط "بيلا" صوراً لأجيال فنية أحدث، مثل أحمد السقا، وياسر جلال، وغادة عبد الرازق، وكندة علوش، ورامز جلال، وعمرو دياب، ورامي عياش.
يتغير مفهوم الأناقة والموضة من زمن إلى آخر، حيث تمحور الاهتمام سابقاً بشكل كبير على تفاصيل الملابس، والشعر، واللحية، والحزام، والحذاء، بالإضافة إلى ياقة القميص التي يجب أن تكون بهيئة معينة.
وكانت الصور العائلية أساسية في ذلك الحين، على حد قول شهاب الدين، فأناقة ملابسهم تدفعك للظن أنهم سيحضرون إحدى حفلات الأوبرا بالبلاد.
لكن، لم يستمر ذلك طويلاً، فسرعان ما تلاشت فكرة تصوير العائلات بالاستديوهات مع تطور كاميرات الهواتف النقالة. الأمر الذي ساعد الأشخاص على التقاط صور جماعية في أماكن وأوقات مختلفة.
يذكر أن الاستديو يملك آلات تصوير قديمة، جرى استخدامها منذ عام 1890، مثل كاميرا "لينهوف" الألمانية التي تتميز بدقة وثبات صورها. فإذا اهتزت الكاميرا أثناء التصوير، لن يلاحظ الفوتوغرافي ذلك إلا حين طباعة الصورة.