من "وجوه الناس".. صور ترصد انهيار وتطور الشيوعية خلال القرن الـ20
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- واجهت كل من الصين والاتحاد السوفيتي مصائر مختلفة تماماً، وذلك كونهما عمالقة الإيديولوجية الشيوعية في القرن الـ20.
ففي أعقاب حكم الزعيم ماو، شهدت الصين إصلاحات اقتصادية وصعود تدريجي لقوى السوق، إذ تحولت من بلد فقير إلى الصين التي نعرفها اليوم. وبالنسبة للاتحاد السوفييتي، فأدى الإصلاح السياسي إلى انهيار الاقتصاد وتفكك الاتحاد.
وخلال تلك الفترة، كان المصور الصحفي ليو هيونغ شينغ، والحاصل على جائزة بوليتزر، أحد الأشخاص القلائل وربما الوحيد الذي يوثق الأوضاع في كلا البلدين بشكل شامل.
وبالنسبة لكتابه الجديد "A Life in a Sea of Red"، فيعرض صوراً التقطها لمجلة "تايم" ووكالة أنباء "أسوشيتيد برس"، حيث تعكس الصين خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات.
وتقدم صور ليو منظوراً إنسانياً مميزاً، حيث اختتم كتابه بلقطات من الصين، حتى يعكس التطور الذي شهدته البلاد حتى يومنا هذا.
ورغم أن ليو استطاع الوصول إلى شخصيات هامة في ذلك الوقت، بما في ذلك الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف والزعيم الصيني دينغ شياو بينغ، إلّا أن تركيزه على حياة الناس اليومية هو أفضل طريقة لتمثيل أوجه الشبه والاختلاف الكبير بين القوى الشيوعية.
وبما أن المصور، المولود في هونغ كونغ، شغل مناصب في بلدان مختلفة، مثل الهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، فالكتاب يعد بمثابة استرجاع لمسيرته المهنية كمصور صحفي.
وتحدث ليو لـ CNN عن الصين، والاتحاد السوفيتي، ومسيرته المهنية كمصور صحفي. وأكد أن فترة التحاق المصور بالمدرسة في مقاطعة فوجيان مهمة في حياته، حيث شهد الملصقات التي تحفز على مواكبة بريطانيا خلال 10 أعوام وأمريكا خلال 15 عاما.
ولهذا السبب، توجب عليه إنجاز العديد من الأعمال اليدوية، كالتقاط الأنقاض من الشارع لبناء السكك الحديدية، والمشاركة في حملة "Four Pests" للتخلص من البعوض والذباب والفئران.
وكانت تلك الأعمال تدون في التقرير المدرسي تحت قسم، يُعرف بـ" السلوك السياسي". وبهدف معرفة الحياة اليومية للناس، أوضح المصور بأنه كان يتحتم عليه عيشها.
ويعتبر ليو أنه من المهم سرد قصة التغيير الكبير في الصين للقرن العشرين. والشيء الوحيد الذي يمكن للمصور فعله هو التمعن بوجوه الناس.
ففي أواخر السبعينيات من القرن الماضي، لم يكن هناك أخبار هامة على الصفحة الأولى، لذا قرر التحدث مع جميع فئات المجتمع والسفر في جميع أنحاء البلاد.
يقول المصور إنه وجد أموراً لم تكن موجودة في عهد ماو، كمظاهر التعبير عن الحب، والتلامس بالأماكن العامة، كما التقط ليو صورة لأول لوحة إعلانية معلقة في زاوية المدينة المحرمة.
وفيما يتعلق بالصور، التي التقطها في الدول التابعة للاتحاد السوفيتي، يقول ليو إن معالم البؤس كانت واضحة على وجوه الناس، منذ وصوله إلى موسكو عام 1990، متفاجئاً بسرعة تفككها.
وبدوره، أوضح ليو أن روسيا كانت مهجورة وغنية بالموارد الطبيعية في الآن ذاته، الأمر الذي دفع سكانها للجوء إلى التغيير السياسي أولاً.
ويُشار إلى أن الكتاب يمثل حقبة زمنية تتألف من 40 عام، بحيث توثق الرحلات والتجارب المميزة التي خاضها المصور.