لون كرة المضرب يثير الجدل..أصفر أم أخضر؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا نظرت بتمعن إلى كرة المضرب، فستجد أن تصميمها المطاطي بلون النيون المضيء لا يهتم به الكثير من الناس، ورغم أن رياضة كرة المضرب تتمتع بشعبية كبيرة، إلا أنها من أكثر الرياضات التي تحبس الأنفاس.
وركزت إحدى أكثر مناقشات الإنترنت المحمومة لعام 2018 على لون كرة المضرب المميز: هل هو أصفر أم أخضر؟
ولدت رياضة كرة المضرب الحديثة من لعبة التنس الإنجليزية، والتي قيل أنها نشأت في سبعينيات القرن التاسع عشر. وكانت لعبة التنس الإنجليزية نسخة خارجية عن لعبة التنس الداخلية والتي تعرف بأنها "لعبة التنس الحقيقية"، والتي كانت بحد ذاتها نسخة للعبة فرنسية"jeu de paume" ، أو "لعبة النخيل".
وبعد العديد من التكرار، والذي تضمن الكرات المصنوعة من الفلين، والصوف، وحتى الشعر البشري، وجدت كرة المضرب شكلها المثالي، وهي كرة مصنوعة من نواة مطاطية مغطاة باللونين الأبيض أو الأسود، بالإضافة إلى نسيج منسوج بإحكام.
ولقرابة قرن من الزمن، كانت كرات التنس إما بيضاء أو سوداء، حتى اتخذت كرة المضرب في عام 1972 أن لون النيون المشرق. وفي ذلك الوقت، كان البريطاني ديفيد أتينبورو، صانع الأفلام الوثائقية، والمعروف دولياً بمسلسله "كوكب الأرض"، يعمل في وحدة تحكم الاستوديو في هيئة الإذاعة البريطانية. وفي أواخر ستينيات القرن الماضي، كان أتينبورو المسؤول عن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لبث بطولة ويمبلدون، التي ربما كانت أكثر بطولات كرة المضرب شهرة، بالألوان لأول مرة على الإطلاق.
وأضاف البث بالألوان الحياة للمباريات، لكنه جعل تعقب كرة المضرب على الشاشة أمراً صعباً، خاصةً عندما تسقط بالقرب من الخطوط البيضاء. ولذلك أجرى الاتحاد الدولي للتنس (ITF) دراسة أفادت إلى أن رؤية كرات المضرب الصفراء اللون كانت أسهل للمشاهدين في المنازل.
وتطلبت القاعدة الرسمية الجديدة لـ"ITF" لعام 1972 أن تتمتع جميع كرات التنظيم بسطح موحد وأن تكون بيضاء أو صفراء اللون. ومع ذلك، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت جمهور التلفزيون، لم تغير بطولة "Wimbledon" لون الكرة إلى الأصفر حتى عام 1986.
ويُطلق الـ "ITF" رسمياً على لون كرات المضرب الواضح "الأصفر الفاقع". ولكن بحث "غوغل" عن "اللون الأصفر الفاقع" يؤدي إلى موسوعة الألوان على الإنترنت "ColorHexa" التي تشير إلى درجة #ccff00، وهي إما درجة الأصفر أو الأخضر الفاقع.
هذا الخط الضبابي بين الدرجات المماثلة أدى إلى نقاش كبير على الإنترنت: هل كرات التنس صفراء أم خضراء؟ ويمكن إرجاع أصل الخلاف إلى منشور عبر "تويتر" طلب من المستخدمين "المساعدة في حل النزاع" والتصويت على لون كرة المضرب. ووصلت التغريدة إلى مجلة "ذا أتلانتيك"، التي تعمقت في الموضوع الذي تطرق إلى التصور البشري ونظرية اللون.
وتصاعد النقاش حتى وصل إلى أسطورة التنس روجر فيدرر والذي تدخل قائلًا: "إنها صفراء ، أليس كذلك؟"، وعلى الرغم من موقف الـ ITF، كان الإجماع العام على أنه قد لا يكون هناك إجابة صحيحة بشكل كلّي، إذ ربما كنت من محبي فيدرر وتوافقه الرأي، أو ربما كنت من محبي رافائيل نادال، فتساند الخيار الأخر والذي يقول إنها خضراء اللون.
وفي الحالتين، عندما تتدحرج كرة المضرب من خزانتك في المرة القادمة، تأمل للحظة قوة تصميمها المتواضع.