"شيخ الخطاطين" يزيّن مقدمة أبرز أعمال السينما والتلفزيون المصري.. ما حكاية خضير البورسعيدي؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استطاع أن يخط اسمه بحروفٍ من ذهب ضمن قائمة أبرز الخطاطين في الوطن العربي بلوحاته المميزة وأعماله الخالدة. وقد زيّن مسعد خضير البورسعيدي، أو كما يلقب بشيخ الخطاطين، العديد من الأعمال الفنية داخل مكتبة التلفزيون المصري بفنه المميز.
برع في ممارسة فن الخط العربي منذ نعومة أظافره رغم الظروف الصعبة التي نشأ فيها بسبب "الاستعمار الإنجليزي" عام 1947 في بورسعيد، فكان أول ما كتبه بالطباشير على جدران الشوراع "من يتهاون مع الاستعمار له الموت" وكانت "روح النضال والمقاومة الشعبية" بداية شغفه بفن الخط العربي.
افتتح أول متجر له وهو لا يزال طالب في المرحلة الابتدائية، واستطاع أن يتميز عن غيره من الخطاطين بأسلوبه الخاص في رسم ما يخطه واستشعار ما يكتبه، فهو يجمع بين علم الخط وروحانياته. فمثلاً عندما يكتب لفظ الجلالة "الله"، يحرص على أن يمد حرف الألف إلى أعلى وكأنها تبلغ عنان السماء.
وتمتع المضمون بدور رئيسي في كتابته لمقدمة المسلسلات، والبرامج، والأفلام، بالإضافة إلى المسرحيات و الفوازير.
وقضى الفنان خضير 40 عاماً في خدمة التلفزيون المصري، مما أتاح له الفرصة لإطلاق العنان لإبداعاته. فكتب مقدمة مسلسلات عديدة من أشهرها مسلسل "ليالي الحلمية" للمخرج إسماعيل عبد الحافظ. ويُذكر أنه استوحى طريقة كتابتها من فكرة المسلسل المحورية، وهي تكاتف أهل "الحلمية". لتبدو الحروف وكأنها تحتضن بعضها البعض.
و كانت السينما المصرية أولى محطاته قبل دخوله التلفزيون المصري، فكانت بدايته كتابة مقدمة أفلام الفنان إسماعيل يس، ومنها: "إسماعيل يس في متحف الشمع"، مما جعلته محط أنظار المخرجين في السينما والتلفزيون المصري ومنهم المخرج الراحل حسام الدين مصطفى.
أما عن أبرز أعماله في المسرحيات، فكانت كتابة مقدمة مسرحية "مدرسة المشاغبين" و"العيال كبرت".
بالإضافة إلى الفوازير مثل فوازير "ألف ليلة وليلة" للفنانة شيريهان.
ويعتقد نقيب الخطاطين المصريين أن الروح المصرية العربية لها لمستها الخاصة على فن الخط.
ويشعر خضير بالمتعة وهو يعمل على لوحاته التي تستغرق ساعات طوال، ويجد فيها ملاذه للهروب من همومه مما جعله ينتج كمّاً هائلاً من اللوحات. فهو يتعامل مع الحروف على أنها أشخاص تحدثه ويحدثها.
واليوم يعرض نقيب الخطاطين المصريين جميع لوحاته والتي بلغ عددها حوالي 15 ألف لوحة داخل “متحف خضير البورسعيدي" في القاهرة، حيث يستقطب المتحف الزوار من جميع أنحاء العالم. كما أصبح وجهة أساسية على خارطة وزارة السياحة في مصر.
والجدير بالذكر أن الفنان خضير البورسعيدي لا ينوي بيع أيٍ من أعماله تحت أي ظرف، ليحافظ على تاريخه، فهو بالنسبة إليه الإرث الذي يتركه خلفه للأجيال القادمة.
أما عن رؤيته لمستقبل الخط العربي، فهناك العديد من المبادرات، من مسابقات وبرامج تعليمية، التي يقوم بها على أمل الحفاظ على تراث الخط العربي.