صور نادرة عمرها 150 عاماً لماضي غابات الأمازون الجميل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يستلقي تمساحٌ على ضفاف نهر الأمازون، وتقف الأكواخ المصنوعة من القش المحاطة بغابات مطيرة لم تُمسّ بعد. ويقف أفراد من القبائل أمام أولى الكاميرات التي تغلغلت إلى أعماق المناطق النائية في البرازيل.
ومع تعرض غابات الأمازون هذا العام إلى عدد غير مسبوق من الحرائق، تُقدم هذه الصور، التي تعود إلى القرن التاسع عشر، لمحة رائعة عن حقبة غابرة من الزمن.
والتُقطت هذه الصور من قبل المصور الألماني غير المعروف، ألبرت فريش بين عامي 1867 و1868.
وتُعرض مجموعته، المكونة من قرابة 100 صورة، للبيع في دار "سوثبي" للمزادات في مدينة نيويورك، بالولايات المتحدة.
ويُقدر بيع المجموعة مقابل مبلغ يتراوح بين 70 ألف دولار و100 ألف دولار.
وغطى فريش مساحة وصلت إلى قرابة ألف ميل خلال رحلة استمرت 5 أشهر عبر الغابات المطيرة، وذلك عبر السفر سيراً عبر الأقدام، وباستخدام قارب تجديف.
وكان التصوير الفوتوغرافي شائعاً بالفعل في مدن البرازيل بحلول ستينيات القرن التاسع عشر، وفقاً لدار "سوثبي"، ومع ذلك، ظلت الصور من منطقة الأمازون العليا والمعزولة للبلاد، نادرة.
وتتضمن صور الألماني مشاهد للكائنات الحية مثل الأسماك، والثدييات المائية، إضافةً إلى 35 نوعاً من النباتات، وفقاً لدار "سوثبي".
وتحتوي مجموعته أيضاً على صور مبكرة ونادرة لقبائل الأمازون الأصلية، بما في ذلك قبيلتي "ميرانها" و"تيكونا".
ورغم التقاط فريش الصور من أجل مسح علمي، إلا أن صوره تمتلك حساً فنياً لا يمكن إنكاره، وفقاً لما قالته مديرة قسم التصوير في دار "سوثبي"، إيميلي بيرمان.
وتحدثت بيرمان عن الصور خلال محادثة عبر الهاتف قائلةً: "إنها أنثروبولوجية من ناحية، ولكن إذا نظرت إليها منفردة أو ككل، فهي مجرد صور جميلة ولا تصدق".
وأضافت بيرمان قائلةً: "هناك الكثير من الاهتمام بالبيئة الطبيعية، وأيضاَ بصور الأكواخ والهياكل أيضاً".
وكانت صور فريش تُجسد ما كان قادماً، رغم توثيقها للغابات المطيرة غير الملموسة آنذاك.
وتُظهر مجموعته مستوطنات استعمارية، وأدلة على استخراج المطاط، وقد يظهر خلالها أيضاً أصل الأزمة البيئية التي أدت إلى إعلان ولايتين في البرازيل لحالة الطوارئ في أغسطس/آب.
وقالت بيرمان إن الصور عبارة عن مسح شامل، فهي تبين مشاهد تتراوح بين مناظر طبيعية وغير ملموسة، وأخرى ترمز إلى حد كبير لما قد يحمله المستقبل من تجارة واستغلال.